سجلت الساعات الماضية سلسلة معارك مني فيها الحوثيون بهزائم كبيرة في محوري صعدة والملاحيظ بعد تصعيد قوات الجيش والأمن لعملياتها الحربية ضد المعاقل الحوثية، في نفس الوقت الذي فشلت فلولهم في اختراق الجبهة الشرقية السعودية بهجوم واسع شنوه على أحد المرتفعات الجبلية. وأفادت مصادر عسكرية: أن معاركاً شرسة خاضتها وحدات الجيش بمحور صعدة خلال الاثنين سيطرت خلالها على "تبة المصريين" التي كان يتحصن فيها الحوثيون، وهاجمت أيضاً المزارع القريبة من "المقاش" وطهرت عدداً منها، وواصلت زحفها في عمليات تمشيط وتطهير واسعة لمنطقة "آل عقاب"، وخاضت مواجهات بطولية بمنطقة "القفل"، كما تصدوا لمحاولة هجومية حوثية على "التبة الغبراء"، مكبدين فلول الارهاب الحوثي خلال تلك العمليات خسائراً بشرية فادحة جداً. وفي محور الملاحيظ، وسعت وحدات الجيش عملياتها الحربية بهجمات مباغتة باتجاه مناطق "القصبة" و"المسفوح" و"وادي بيوض" و"جبل شعار" و"سر الموز" القريبة من "المنزالة"، وسطر افراد الجيش خلال تلك العمليات ملاحماً بطولية، اسقطوا خلالها عشرات القتلى والمصابين، فيما لاذت بقية الفلول الحوثية بالفرار مخلفة ورائها جثث قتلاها.. كما تم تدمير موقعين في "القصبة" أحدهما مستودعاً للأسلحة، بجانب تدمير سيارة حاولت مجموعة من الحوثيين الفرار بها غير أن افراد الجيش قاموا بنسفها بمن عليها. وفي محور سفيان، فقد واصلت وحدات الجيش عمليات تطهير المدينة، وشنت صولات عنيفة على معاقل الحوثيين في "الدهاليز" و"الدغماء" وجنوب شرق "الجثام" و"صيفان" و"المجزعة" ووجهت ضربات مدمرة اسقطت العديد من القتلى والمصابين.. وقد حاول الحوثيون تخفيف حدة هذه الهجمات بفتح خط هجومي قرب موقع "الزعلاء" غير أنهم منيوا بهزيمة ساحقة، فروا على أثرها باتجاه جبل "الفلوق" بعد أن سقط منهم عدد كبير من القتلى.. كما دمرت وحدات الجيش سيارتين، إحداهما قرب "الجثام" والثانية على طريق الجوف، بالاضافة الى تدمير موقع مدفع بالقرب من "قرن الدمم". وفي إطار المحاولات الحوثية لنقل الحرب مع المملكة العربية السعودية إلى الجبهة الشرقية المحاذية لمناطق "بني مالك" و"العارضة" الحوديتين، فقد شنت مجاميع كبيرة من الحوثيين ظهر أمس هجوماً واسعاً على "جبل العريف" الذي يدخل معظمه تحت السيادة السعودية، غير أن حشوداً قبلية يمنية ينتسب معظمهم الى قبيلة "آل ثابت" تصدوا للهجوم باسناد من القوات الجوية السعودية، ودحروا الحوثيين بعد معارك ضارية، وقصف جوي عنيف لمعاقلهم في "وادي حنبة" الذي ينطلقون منه في هذه الهجمات.. كما طال القصف، الذي شاركت فيه وحدات الدروع المرابطة في "الجابري"، مناطق "شدا"، وأسفل "مران"، وقرب "ظهر الحمار"- وهي المناطق التي تمثل أكبر القواعد الارهابية للحوثيين على الشريط الحدودي مع المملكة، وتنطلق منها التعزيزات البشرية والتسليحية لأي فصائل حوثية تعتزم مهاجمة الأراضي السعودية. وكانت "نبأ نيوز" كشفت في تقريرها ليوم الأحد أن الحوثيين يحشدون عناصرهم في "حنبة" استعداداً لشن هجوم كبير على مناطق في النطاق الحدودي ل"بني مالك"، والتي سبق أن أطلقوا عليها قذائفاً من مدافع الهاون، طالت أيضاً مركزاً حدودياً تابعاً لمحافظة "العارضة".. الأمر الذي دفع بالعديد من قبائل المناطق السعودية المتاخمة لحشد رجالها على الحدود تحسباً لأي احتمال بانهيار القبائل اليمنية التي تتولى القتال في تلك الجهات، والتي تتولى السعودية دعمها بمختلف المتطلبات. وبحسب مصادر عسكرية، فإن التواجد الحوثي في تلك الجهات إزداد خطورة على خلفية إنهيار بعض مناطق الجوف التي عزز الحوثيون نفوذهم فيها، والتي ما زالت تشهد مواجهات يومية في العديد من مديرياتها. وتتوقع المصادر أن يصعد الحوثيون من عملياتهم بهجمات "انتحارية" خلال هذه الأيام، وذلك على خلفية المفاوضات الجارية حول آليات وقف الحرب، والذي لاستخدام العنف كورقة ضغط خلال عملية التفاوض. .
