عرض بعض خبراء الكومبيوتر الاوروبيين انه بالامكان إدخال فيروسات البرامج على بطاقات التعريف (الهوية) العاملة بالذبذبات اللاسلكية RFID التي هي جزء من تقنيات التعقب، التي اساسها الشرائح الإلكترونية الصغيرة التي أخذ يزداد استخدامها في الميادين التجارية والأمنية. وفي تقرير قدم الاسبوع الماضي الى مؤتمر أكاديمي لعلوم الكومبيوتر في بيزا، إيطاليا، عرض الباحثون إمكانية إدخال العدوى الى جزء صغير من الذاكرة في الشريحة الإلكترونية التي بمقدورها استيعاب نحو 128 حرفا من المعلومات. وكان خبراء أمن الكومبيوترات قد رفضوا حتى الآن إمكانية استخدام مثل هذه البطاقات تفاديا لنشر الفيروسات، نظرا لكمية الذاكرة الضئيلة الموجودة على الشريحة. الهدف من أنظمة التعقب هذه هو تحسين عامل الدقة وتخفيض كلفة تعقب البضائع في مراكز التموين والمستودعات والمخازن والحظائر. وتخزن البطاقات اللاسلكية معلومات عن المنتوج أكثر بكثير من شرائط الرموز (التي توضع حاليا على البضائع)، ويمكن قراءتها بسرعة أكبر. وقد جرى حتى وضعها في الحيوانات المنزلية الاليفة والمواشي بغية التعرف عليها وعدم سرقتها. وكانت هذه الشرائح قد أذكت نوعا من النقاش حول الخصوصيات وعمليات الاستطلاع والتعقب نظرا للقدرة الفعلية على تعقبها. واليوم أضاف الباحثون سلسلة جديدة من عوامل واحتمالات القلق، بما في ذلك قدرة الارهابيين والمهربين على تفادي منظومات مسح الامتعة في المطارات التي تستخدم بطاقاتRFID اللاسلكية هذه في المستقبل. وفي التقرير الذي قدمه الباحثون في بيزا تحت عنوان «هل قطتك مصابة بفيريوس الكومبيوتر؟» شرحت المجموعة، التي تعاونت مع دائرة علوم الكومبيوتر في جامعة أمستردام، أيضا كيف يمكن استخدام نقاط الضعف لتفادي مجموعة منظومات التعقب. ويقول الباحثون إنهم أدركوا الاخطار التي تتعلق بنشر بعض نقاط الضعف المتعلقة بأمن الانظمة الكومبيوترية. وبغية درء بعض الهجمات الممكنة التي قاموا بوصفها نشروا سلسلة من الخطوات للمساعدة في حماية شرائح RFID من الهجمات. ويقود هذه المجموعة أندروز إس. تانينبوم العالم في شؤون الكومبيوتر الذي قدم عرضا في المؤتمر السنوي للاتصالات والحسابات الكومبيوترية المراوغة، التي يرعاها معهد المهندسين الكهربائيين والإلكترونيين. وأكد الباحثون أن العرض الخاص ببطاقات RFID لم يستخدم البرمجيات التجارية التي تقوم بجمع وتنظيم المعلومات من أجهزة قراءة البطاقات اللاسلكية، بل استخدمت البرمجيات المصممة التي تكرر مثل هذه الانظمة. ويعلق تانينبوم على ذلك بقوله انه لم يجد أي أخطاء محددة في البرمجيات التجارية لبطاقاتRFID لكن الخبرة تدل على ان البرنامج الذي كتبته الشركات الكبيرة يحتوي على أخطاء. وكان الباحثون قد وضعوا أوراقهم والمستندات والوثائق الخاصة بأمن أنظمة البطاقات على موقع www.rfidvirus.org واقر الباحثون أن الحصول على معلومات داخلية هو أمر مطلوب بغية زرع برامج معادية. لكنهم أكدوا أيضا أن البرمجيات التجارية التي طورت لاستخدامات بطاقات RFID لها نقاط الضعف المحتملة ذاتها التي جرى استغلالها من قبل الفيروسات والبرمجيات الخبيثة أو المؤذية الموجودة في بقية الصناعة الكومبيوترية. ومن المشاكل الصناعية القياسية، أو العادية، خطأ لترميز البرمجيات يشار اليه كدفق عازل زائد. وهو يحدث عندما يقوم المبرمجون بوضع شيء من الذاكرة على الجانب كاحتياط لاستقبال المعلومات بشكل مؤقت، لكنهم يفشلون في الكشف على حجم القيمة التي جرى وضعها في المكان المخصص. فإذا كانت هذه القيمة أكثر مما هو متوقع فان ذلك قد يسبب تعطل البرنامج، وبالتالي دفع نظام تشغيل الكومبيوتر الى تنفيذ برنامج خبيث. من هنا يتوجب الكشف على جميع الادخالات في جميع الاوقات، لكن الخبرة تبين أن هذا ليس هو الامر، أو الحالة كما يقول مستر تانينبوم. ويقول خبراء أمن الكومبيوترات المستقلون إن منظومات البطاقات اللاسلكية هذه من المحتمل أن تثير مشاكل وصعوبات، «إذ ليس من المدهش أبدا ان يجري تصميم نظام رخيص لكي ينتج بعد ذلك باقل التكاليف لا يملك أي ضوابط مهما كانت» كما يقول بيتر نيومان عالم الكومبيوتر في «إس آر آي إنترناشونال» وهي مؤسسة للأبحاث في مينلو بارك في ولاية كاليفورنيا في الولاياتالمتحدة. ونيومان هذا هو الكاتب المشارك لمقال سيجري نشره في عدد مايو المقبل من «كوميونيكيشن أوف ذي أسوسيشن فور كومبيوتنغ ماشينيري» حول أخطار منظومات بطاقات التعريف اللاسلكية RFID. فهو يقول إن المنظومات الحالية هي كارثة أمنيه للكومبيوترات بانتظار ان تحدث. وكان أحد المديرين التنفيذيين الصناعيين قد أقر أن الشركات التي تقوم بتصنيع منظومات التعقب الكومبيوترية تواجه اخطارا أمنية محتملة، «فنحن ننظر بقوة الى اسلوب آخر تستخدم فيه التقنية لكونها حوارا مستمرا حول حماية المعلومات على البطاقات وفي قاعدة المعلومات» كما يقول المدير دانيال مولن رئيس «اسوسيشن فور أوتوماتيك ايدينتيفيكيشن أند موبلتي» وهي مجموعة تجارية صناعية. وللمجموعة هذه مجموعة عمل من الخبراء الذين يقومون بتقييم التحديات والاخطار الأمنية والخاصة على السواء. وهناك العديد من بطاقات RFID، والمعقدة منها تتضمن مميزات أمنية مثل ترميز رقم تعريف الهوية التي تحملها الشريحة الإلكترونية. لكن مجموعة أبحاث هولندية حذرت من انه، في العديد من الحالات كان بامكان المهاجمين تغيير المعلومات في بطاقاتRFID لتخريب الغرض منها، «فأي عبث في برمجياتها من شأنه أن يفتح علبة ال «باندورا» (صندوق الشرور) التي تحتوي على جميع الشرور التي أخذ الغبار يتراكم عليها في زوايا مستودعاتنا وبيوتنا الذكية»، كما كتبت هذه المجموعة في صحيفتها. ومن الامثلة التي قدمتها أنه بالامكان التقاط فيروس من بطاقة مصابة موضوعة على أمتعة في أحد المطارات لدى القيام بمسحها من قبل سلطات الأمن والاشراف على الامتعة، ليجري نشره الى جميع البطاقات الموضوعة على القطع الاخرى من المتاع. ومن شأن مثل هذا الهجوم أن ينشر العدوى الى المطارات الاخرى، أو قد يستخدم من قبل أحد المهربين لجعل أحدى قطع الامتعة تتفادى شبكات ومنظومات الأمن. ووصفت أيضا حالات من بطاقاتRFID المزورة، أو المزيفة التي تستخدم لتغيير الاسعار والعبث بها فضلا عن المعلومات والانظمة الاخرى المتعلقة بالبيع، أو قد يجري إدخال فيروس في هذه البطاقات الخاصة بالحيوانات المنزلية الاليفة. «نيويورك تايمز»