قال خبراء دوليون أن "هدنة وقف الحرب بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين والتي انجرت اليها السعودية لن توفر سوى فترة راحة مؤقتة، لان المشاكل المزعجة التي أذكت الصراع ما زالت دون حل"، مشيرين إلى أن الحكومة او المتمردون "لم يظهروا أي ارادة حقيقية لحل الخلافات المستمرة منذ فترة طويلة التي غذت الصراع في الشمال الجبلي الوعر، حيث يشتكي المتمردون من مشاكل اقتصادية ودينية، وفشلت هدنات سابقة في حلها". وقال "ديفيد بندر" من مجموعة يوراسيا: "لا أدرى ما اذا كانت شهرا ام سنة.. لكنه لا يزال وضعا يصعب الدفاع عنه.. قد يستطيعون الحفاظ على السلام لفترة، لكن هذا ليس حلا طويل المدى". أما "جيني هيل" المحللة في مؤسسة "تشاتام هاوس" البحثية قالت: "هناك نزاعات على الاراضي وخلافات ثأر قبلية من جراء الصراع يجب حلها بالتوازي مع تطبيق الشروط الرئيسية لوقف اطلاق النار". من جهته، قال "جوست هيلترمان" من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات: "انهم (حلفاء اليمن والدول المانحة) يخبرون اليمنيين بأن هذه الحرب في الشمال مصدر الهاء يؤدي الى تحويل للموارد." وأضاف: "لا أعتقد أن هذه الاطراف بمفردها قد وصلت بعد الى إدراك بأن القتال ليس له معنى"، لكنه عبر عن أمله في أن يكون المناخ ملائما للضغط على الاطراف للوصول الى "شيء اكثر قابلية للاستمرار". وقال المحلل السياسي اليمني ناصر الربيعي: "كانوا على وشك أن يهزموا.. كانوا على وشك أن يسحقوا.. ليس لدينا شك في هذا.. نقطة القوة المتبقية هي الجبال دائما، الجبال وطبيعة الارض هناك.. لكن الحكومة كانت عاقدة العزم على قتالهم." ولدى سؤاله لماذا لم تسحق الحكومة المتمردين فحسب قال: "الامر ليس بهذه السهولة، تستطيع وضع جنديين وسيقاومون جيشا.. سيستغرق هذا وقتا طويلا." حيث تشير التوقعات إلى أنه من الممكن أن تسمح الهدنة للاطراف في اليمن بتنظيم صفوفها من جديد واعادة التسلح لتقاتل في وقت اخر. وفي حين وقعت الحكومة تحت ضغط لانهاء الحرب فان المتمردين الذين قاتلوا الدولة من على قمم الجبال النائية وتحصنوا بمدينة صعدة المحاطة بأسوار لهم مصلحة ايضا في وقف القتال، ولو حتى ليلعقوا جراحهم. في الوقت نفسه أظهرت السعودية فيما يبدو رغبة صادقة في انهاء مشاركتها بحرب صعدة حيث فقدت اكثر من 100 جندي منذ نوفمبر. ويبدو أن القتال على تلك الجبهة قد انتهى وقد أفرج المتمردون عن ثلاثة جنود سعوديين أسرى وهو مطلب أساسي للرياض. تقرير ل"رويترز" أشار إلى أن حكومة اليمن وقعت هدنة مع المتمردين في 11 فبراير شباط تحت ضغط من مؤيدين غربيين وعرب لانهاء القتال لتركز طاقاتها على تهديد عالمي اكبر هو تنظيم القاعدة.. وأن الحلفاء حرصوا ايضا على تفادي مزيد من التصعيد في الصراع الذي يثور ويخمد بشمال اليمن، والذي انجرت اليه السعودية في نوفمبر تشرين الثاني بعد أن سيطر المتمردون على بعض الاراضي السعودية متهمين الرياض بالسماح للجيش اليمني باستخدام أراض سعودية لشن هجمات.