التطورات والاحداث الى شهدتها اليمن في الفترات المنصرمة ودفع فاتورتها الشعب تكونت على اساس الجهل والتخلف الذي ولد العنف متمثلاً بالاغتيالات والتفجيرات، وكأن كل حزب او جماعة تريد اظهار هامتها على حساب الطرف الآخر. وعندما ننظر الى الجنوب من اليمن فكانت هناك احداث مؤسفة، فانتشر عامل التصفية، وكان كل حزب او بالأخص جماعة تريد تفتك بالطرف الآخر، فارتكبت اعمال اجرامية من حيث القتل والإغتيالات. ولعل الأحداث التي عصفت بالجنوب لم ينكرها احد مثلاً احداث عام 1978 واحداث 1986 وكأحداث اللجنة المركزية في عدن بين انصار الرئيس على ناصر وأنصار على عنتر وكذلك انصار الرئيس عبد الفتاح اسماعيل والتى اودت بآلآف القتلى خلال اسبوع واحد لم تكن لتنتهي حساباتها لولا تحقيق الوحدة. فالأمن الذي تلى استقلال الجنوب عن بريطانيا كان شبه معدوم، وكان من الصعب ان يخرج الجنوب من الواقع المطمور بالهمجية الماركسية والغطرسة السلاطينية.. فالكل يثبت ويدلل ان الوحدة اتت بخيرها على الجنوب من اليمن اكثر من شمال اليمن.. فهي بالنسبة للجنوبيين انهت مشاكل عصفت بهم ولم تكن لتنتهي لو لم تأت الوحدة.. الجميع مستغرب من الذين يدعون الى فك الإرتباط ويدعون انصاراً لهم الى القيام بأعمال مناوئة للوحدة, وانه اذا حصل فك الإرتباط ستكون الأوضاع مستقرة وسيعم الخير جميع ما يسمونه ب(اليمن الجنوبي), والسماء ستمطر لهم ذهباً والجبال ستصبح ماساً, وسيكونون بالمريخ او قريب من زحل.. وكأنهم لا يعرفون انهم بهذه الأهواء والمزاعم يدفعون انفسهم ومن يتبعهم للهلاك.. لأنهم سبق أن حكموا، ورأى الجنوب سياستهم الدموية، وشهد العالم في عهدهم أبشع مجزرة عرفتها البشرية منذ يوم خلقها الله.. فلم يسبق لنظام أن أباد أكثر من عشرة آلاف مواطن في أسبوع واحد فقط.. فحتى النازية لم تنتقم من اليهود بتلك الطريقة!! الى متى ستضلون على الضلالة ؟ ومتى ستفيقون من سباتكم العميق؟ اعلموا ان الوحدة خير شعبنا، وما دون ذلك فهي اكاذيب تفترونها على انفسكم وعلى الآخرين..!! ولو آتينا الى قضية الفساد، فالكل يعرف انها طافية على السطح فكان استغلالها استغلال سئ من قبل الجهات والأحزاب التي تريد الإضرار بالأمن والسكينة العامة.. فبهذه لا تحلون مشكلة اسمها الفساد، وإنما تزرعون مشكلة اخرى أهول من الأولى ذهب على آثرها كثير من التضحيات، إنها (فك الإرتباط).. [email protected]