ناشد محافظ صعدة، طه عبد الله هاجر، منظمات الإغاثة للمساعدة في تطوير قاعدة بيانات حول عشرات الآلاف من الأشخاص الذين نزحوا من ديارهم بسبب المواجهات المتقطعة بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين في شمال اليمن منذ عام 2004. وجاءت هذه المطالبة إثر آخر اتفاق لوقف إطلاق النار توصل إليه الطرفان في منتصف شهر فبراير. وجاء في قول هاجر خلال اجتماع خاص بتنسيق جهود منظمات الإغاثة العاملة في صعدة أنه "من شأن قاعدة البيانات هذه أن تضمن توزيعاً أفضل للمساعدات الإنسانية بين المحتاجين إليها من النازحين في مختلف المناطق. كما ستمكن النازحين من الحصول على الرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية". وراجع المجتمعون تقريراً مقدماً من مكتب العمل والشؤون الاجتماعية في صعدة جاء فيه أن أكثر من 6,000 طفل في مخيمات النازحين بصعدة يعانون من مشاكل نفسية وأمراض نتيجة العنف والإهمال. كما ألقى التقرير الضوء على قضية 12,000 أسرة نزحت من صعدة لتعيش في المخيمات المنصوبة خارج المدينة، مشيراً إلى أن قاعدة البيانات الجديدة ستساعد في تحديد احتياجاتها. من جهتها، ترى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن قاعدة بيانات شاملة قد تساعد، وفقاً لماري مارولاز، مسؤولة العلاقات الخارجية بالمفوضية. وتشير مارولاز إلى أن استخدام هذه القاعدة في صعدة قد يؤدي إلى خلق نظام بيانات متجانس وشامل على المستوى الوطني وهذا من شأنه أن يعزز الحماية بشكل خاص والإدارة الشاملة بشكل عام. ووفقاً لمارولاز، صادقت ورشة عمل خاصة بتسجيل النازحين عقدت في 2009 بحضور ممثلين عن الحكومة ومنظمات الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية والنازحين وغيرهم على المنهج الجديد للتسجيل واستمارة جمع البيانات بالإضافة إلى قاعدة البيانات. وأوضحت أن العمل على قاعدة البيانات بدأ في حجةوعمرانوصنعاء. مشاكل الوصول غير أن مشاكل الوصول، شأنها في ذلك شأن المشاكل التي تعترض عملية توزيع المساعدات، تبقى كبيرة للغاية، إذ يواجه عمال الإغاثة والمسؤولون المحليون تحديات كبيرة تتمثل في انخفاض المستويات الأمنية وانهيار البنى التحتية وانتشار الألغام الأرضية. وفي هذا السياق، أفادت مارولاز أن "القيود ومحدودية إمكانية وصول منظمات الأممالمتحدة إلى مناطق النازحين أثرا على عملية التسجيل وتوصيل المساعدات في بعض المناطق بمحافظة صعدة. كما أخبر عبد الله ذهبان، عضو المجلس المحلي بصعدة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الأمن لا زال يشكل تحدياً كبيراً بالنسبة للموظفين العاملين في تسجيل النازحين. وأضاف أن "بعض أحياء صعدة لا تزال تحت سيطرة الحوثيين في حين لا يزال الوصول إلى مناطق أخرى حيث يستقر آلاف النازحين غير ممكن بسبب الدمار الذي لحق بشبكات الطرق خلال المواجهات التي شهدتها الأشهر الستة الماضية. ويخشى الموظفون الذهاب إلى الميدان نتيجة ما سمعوه عن وقوع ضحايا يومياً بسبب الألغام". ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن المحافظ هاجر قوله أن النازحين داخل المخيمات وخارجها، والبالغ عددهم 300,000 نازح مقسمون على الشكل التالي: محافظة حجة: 100,000 محافظة صعدة: 90,000 محافظة عمران: 48,000 محافظة الجوف: 12,000 محافظة صنعاء (العاصمة): 20,000 منطقة علب بالقرب من الحدود مع السعودية: 14,000 وقد كان عدد النازحين في الشمال قبل تصعيد النزاع في أغسطس 2009 يقدر بحوالي 100,000 نازح.