قال مدير عام إذاعة تعز عمار المعلم ان قرار إنشاء الإذاعة في عام 1964 كان قرارا سياسيا من اجل أن تصبح هي الإذاعة البديلة لإذاعة صنعاء فيما إذا سقطت الثورة وحوصرت العاصمة، مشيراً إلى أن سر خفوت صوت إذاعة تعز يعود بالأساس إلى أجهزة الإرسال القديمة والتي لا يزال العمل بها حاليا في الإذاعة منذ أن تم تدشين العمل رسميا بها عام 1964م. جاء ذلك خلال محاضرة أقامتها مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز صباح أمس الخميس سلطت فيها الضوء على مسيرة إذاعة تعز. ونوه المعلم إلى أن إذاعة تعز كانت قد استدعت في أواخر الستينات فريقا متخصصا في اللغة الانجليزية من أجل الإعداد لبرامج انجليزية تخاطب قادة الجيش البريطاني وأركانه بأن اليمنيين ليسوا ضد بريطانيا ولا ضد شعبها ولكنهم يريدون أن يعيشوا أحرارا مستقلين في بلدهم آمنين رافضين للوصاية أو الهيمنة على حريتهم أو امن واستقرار بلدهم.
ولفت إلى أن إذاعة تعز وفي بداية نشأتها البسيطة كان العمل فيها ممتعا وشاقا في وقت واحد مستدلا بذلك إلى ما قاله رواد الإذاعة الأوائل ومؤسسوها أمثال الإعلامي العربي المصري الكبير محمد الخولي ومحمد حسن الشرف وكذلك الإعلامي الكبير عبد الكريم المرتضى وأحمد العزي ويوسف حسان الذين كان لهم حظ العمل في بداية تدشين عمل الإذاعة. كما تطرق المعلم إلى عدد من البرامج المتميزة والمتنوعة التي تبثها الإذاعة حاليا, معرجا على دور الإذاعة في عملية الدفع بعجلة التنمية وفي نقل صورة الريف والمجتمع المحلي. وعلى هامش المحاضرة ألقى الشاعر والمذيع في إذاعة تعز حمود المخلافي قصائد وطنية بعنوان (يا وطني), (موطن العشاق), (لعينيك يا بلقيس) نالت الاستحسان والإعجاب من قبل الحضور. الفعالية أعقبها عدد من النقاشات والمداخلات الرائعة من قبل الحضور وأدارها الدكتور علي غانم الأكاديمي بجامعة تعز. حضر الفعالية مفتي محافظة تعز العلامة سهل بن عقيل وعميد كلية التربية والآداب والعلوم بالتربة الدكتور عبد القوي ألحصيني وجمع من الأكاديميين والمثقفين ومحبي إذاعة تعز. إلى ذلك كان منتدى السعيد الثقافي بتعز قد شهد الثلاثاء الماضي ندوة خاصة عن المسرح اليمني بمناسبة اليوم العالمي للمسرح شارك فيها الإخوة الفنان والكاتب المسرحي فكري قاسم والمخرج المسرحي احمد جبارة والمسرحي محمد الانسي، حيث قرأ الأستاذ فكري قاسم نصا مسرحيا من أعماله، فيما قدم الأستاذ/ احمد جبارى ورقة عن المسرح والتنمية أشار فيها إلى أهمية وجود مسرح هادف يواكب الحياة المعاصرة ويتبنى مختلف القضايا الوطنية، مستعرضا واقع المسرح اليوم والذي يكاد يكون معدوما إلا في المناسبات فقط. فيما قدم المخرج المسرحي محمد الانسي فيلم توثيقي للمسرح المدرسي تحت عنوان (جهود في المسرح المدرسي). وكان مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة الأستاذ/ فيصل سعيد فارع قد ألقى كلمة أشار فيها إلى ان المسرح في اليمن كان موجوداً متألقا منذ مطلع القرن الماضي وأصبح اليوم في حالة غياب تام داعيا الجهات المختصة وذات العلاقة إلى ايلاء المسرح الاهتمام الذي يليق به باعتباره أبو الفنون والذي من خلاله يمكن خلق وعي وطني جاد ومسئول.