كشف مدير البرنامج الوطني اليمني لنزع الألغام أن اليمن بصدد تنفيذ أول دراسة من نوعها على مستوى العالم لتقييم برنامجها الوطني بالاشتراك مع معهد جنيف الدولي الذي يأمل أن يصل مديره الى صنعاء خلال الأسبوع القادم. وأوضح العقيد منصور العزي- مدير البرنامج- في تصريح ل"نبأ نيوز": أن الدراسة التي سيجري تنفيذها لم يجرؤ أي برنامج آخر في العالم على الإقدام عليها ، كونها ستعمل على مراجعة كل ما تم انجازه خلال الخمس سنوات الماضية، وإعادة تقييمه طبقاً للأولويات الموضوعة له من قبل البرنامج لمعرفة الى أي مدى كانت تلك الأولويات صائبة في تقديراتها للأهمية، منوهاً الى أن بعض الدول تكتشف بعد سنوات من عملها أن الأولويات التي رسمتها لنفسها كانت خاطئة، وأنها كانت تعمل في غير المناطق التي كان يجب عليها الشروع منها. وأشار الى أن اليمن قررت تنفيذ هذه الدراسة إنطلاقاً من ثقتها الكاملة بأن الدراسة ستؤكد فاعلية التخطيط اليمني ودقته في تنفيذ مشروعه الوطني لنزع الألغام، وهو الأمر الذي سيعطي أهمية عظيمة للتجربة اليمنية، مؤكداً أن اليمن أول من وقع على اتفاقية "أتاوا" الخاصة بنزع الألغام ، وتدمير المخزون منها، وكذلك كانت من أوائل من عمل المسح الشامل ، ووضع إستراتيجية لذلك عام 2000م ، وطرح أسلوب جديد من التعامل مع الألغام. وقال العقيد العزي: أن البرنامج استعرض هذا الأسبوع انجازاته بمناسبة اليوم العالمي للألغام الذي وافق يوم (4 / أبريل) ، حيث أن الإحصائية الأخيرة – حتى نهاية ديسمبر 2005م- تؤكد أنه تم مسح وتطهير ما يزيد عن (315) مليون متر مربع ، وهناك (1197) ناجي من اللغام تم تقديم الدعم الطبي والصحي لهم ، علاوة على غعادة تأهيل (935) شخصاً من الناجين ، فيما استهدفت التوعية أكثر من (640) ألف مواطن من مناطق مختلفة من الجمهورية اليمنية ؛ كما تم انشاء الجمعية اليمنية للناجين من الألغام ، وقامت باستكمال خلق فرص عمل لحوالي (100) شخص من ضحايا الألغام في ورش ومحلات، ومراكز اتصالات والعديد من الحرف اليدوية المناسبة لحالة كل واحد منهم من أجل إدماجهم في المجتمع مجدداً، وتمكينهم من ممارسة حياتهم الطبيعية. ونوه الى أن العمل ما زال جاري في ثماني محافظات يمنية من أجل استكمال تطهيرها من الألغام ، وتأمين المواطنين من مخاطرها، والتوعية بآثارها وسبل تفادي أخطارها.