ماذا لو صحا اليمنيون في يوم ما ووسائل الإعلام المرئية والمقرؤة والمسموعة والمواقع الإلكترونية تتناقل مثل هذا الخبر الفاجعة عن تعرض سفير بلادنا في لندن، الأستاذ/ محمّد طه مصطفى، ذلك الرجل النبيل كامل الأخلاق والمتميز في كل شيء، لمكروه لا قدر الله، جراء عمل إجرامي تحت مسمى التطرف، أو بحجة الثأر للسفير البريطاني تيم تورلو، خاصة وأن مسألة الثأر أصيلة في ثقافتنا العربية ومبررة لدى الكثير. كيف ستكون نظرتنا للمملكة المتحدة وللبريطانيين. حاولت أن أعصر ذهني وأقرأ في علم النفس السلوكي، كي أجد مبرراً للإرهابيين الظلاميين في إغتيال السفير البريطاني، فلم أجد لأن المبرر أيّا كان فهو حجة واهية فالعنف وسفك الدماء المجاني لا يُبرَرَان البتة. أتناسى هؤلاء الظلاميون بأن السفراء دعاة سلام وبارقة أمل حتى عندما تستعرّ الحروب..وهل غاب عن بالهم بأن التعرض بأي أذى لرسل السلام هؤلاء يعد نقضاً للعهود التي حرمها الإسلام وجعلها من صفات المنافقين.. ألم يعي هؤلاء الفرق بين القتال المشرف في ساحات البطولة والجهاد لمواجهة الأعداء والمعتدين، وبين القتل المجاني والجبان الذي يعد من أشد الكبائر في الإسلام، فكيف سيواجهون الله وأيديهم ملطخة بالدماء. بعد تفكير طويل، توصلت إلى نتيجة قد توصل لها الكثيرون من قبلي وهي أن هؤلاء الإرهابيين هم أشد عداوة للإسلام، لأنهم جندوا أنفسهم والعياذ بالله كمعاول تشوه في بناء الإسلام من أساسه، ومكنوا أعداء الإسلام من الإساءة إليه في رابعة النهار. فلنحاول سوياً إستقراء العقلية العدوانية التي تقف وراء هذا العمل المروّع ولا تخاف الله في الدين والوطن من خلال: - إستهداف شخص السفير البريطاني وهو من أنشط السفراء الغربيين في اليمن والذي يحاول مساعدة بلادنا على كافة الأصعدة، ففي عهده زادت المساعدات البريطانية لبلادنا، وفي عهده إحتضنت بريطانيا مؤتمراً دولياً جمع أصدقاء اليمن لمحاولة مساعدته للخروج من ثالوث التحديات المرعب (الحرب الأهلية، الإنفصال، والإرهاب). السفير البريطاني يجيد اللغة العربية بطلاقة ومطلع على الحضارة العربية والإسلامية، وبما يؤهله من نقل صورة واضحة غير مشوهة عن حضارتنا التي يحاول البعض طمسها. - إختيار موقع العملية الإنتحارية، سفح جبل نقم الذى يتغنى به اليمانيون ويعتبرونه القلعة الحصينة للدفاع عن صنعاء والشواهد التاريخية كثيرة. وتحويلة من ثكنة للأبطال إلى معقل وساحة ينفذ فيها الضلاليون هجومهم. وفي ذلك إساءة لتاريخ النضال اليمني وتشويه لمعلم من معالمه. - إختيار شاب صغير من طلاب الثانوية لتنفيذ العملية الإجرامية وهو يرتدي الزي المدرسي، وسأترك للقارئ إستنتاج كافة الدلالات الخطيرة من وراء هذا الإختيار. "ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا". صدق الله العظيم