قدَّم الكاتب والأديب والناقد "عبد الرحمن مراد" في كتابه الصادر حديثاً بعنوان "صورة الوطن في المنتج الشعري اليمني" قراءة في الرؤية والفن في اليمن خلال الفترة 1990م – 2005م... وهي قراءة فيها من الأسبقية والنوعية ما يضعها في مقدمة جديد القراءات التي يمكن القول إنها فندت اتجاهات المثقف اليمني ورصدت مواقفه الشعرية من اللحظة الحضارية، من خلال قراءة ما كتبه شعراء الوطن، وذلك في شكل متوازن بين النقد الجمالي والثقافي،باتجاه بيان الموقف الثقافي للأجيال الإبداعية اليمنية من تموجات الحاضر وإرهاصاته. اختار المؤلف فترة 1990م -2005م محدداً زمنياً لدراسته على اعتبار أن هذه الفترة كانت فترة تحولات في كل الأنساق الثقافية في اليمن، وذلك في سياق سعي المؤلف إلى تقريب أبعاد الصورة الحضارية والثقافية في اليمن خلال 15 عاما من عمر الوحدة اليمنية... معتبراً أن الوحدة اليمنية كانت نسقا ثقافياً ثورياً احدث تحولاً حضارياً وثقافياً في المسار الحضاري لليمن. و حاول الكتاب الغوص في المتن الإبداعي الشعري اليمني،مستقصياً الرؤية الفلسفية وعوامل النكوص الحضاري التي يرى المبدع اليمني أن وطنه وصل إليها، وآفاق الحلم الاستشرافي لمعالم الغد الحضاري، حد وصف المؤلف. ويشير المؤلف عبد الرحمن مراد إلى أن سياق الثقافات التاريخي يقول انه من المستحيل انقراض الثقافات التي تمتد عميقاً في تاريخنا وساعدتها عوامل عدة بدءا من عصر الدولة الأموية وانتهاء بما وصفه بفترة التمكن للانهزامية الثقافية في تاريخنا والتي يمكن تحديدها بالقرن الثالث الهجري... محاولاً الإجابة على سؤال : هل استطاعت التحولات الحضارية في اليمن إخماد جذوة تلك الثقافة؟ وهل استطاع الفكر الثوري تكريس البديل النظري؟ ويؤكد أن الثقافة التاريخية لا يمكن طمسها من الاتجاهات العامة، وإن شعرت بقدر من الانهزامية،لكنها قادرة على التأقلم مع المسار الحضاري الجديد، وهذا ما أفصح عنه تأريخ الحركة الوطنية في اليمن، كما يقول المؤلف مؤكدا أن التحديث للبينة الاجتماعية والثقافية في اليمن لا يمكن التعامل معه بالترف الذهني الذي تمارسه مؤسسات المجتمع المدني السياسية والاجتماعية والثقافية، بل بإعادة النظر في النسق الثقافي ومحاولة تحديثه على حد تعبيره. توزعت محتويات الكتاب،الصادر عن مركز عبادي للنشر في (215) من القطع المتوسط، تحت عدد من العناوين منها: الزبيري والقضية الوطنية، فضاءات أبجدية الروح ،إعادة صياغة مكونات الحلم العربي، الذاتي والموضوع وبعداهما الرؤيوي، الحضور المكثف للسيرة الذاتية، الاغتراب الروحي والمكاني، إصدارات صنعاء 2004م الأبعاد والتوجه.