عندما يتهدد الوطن أي خطر فان كل الأصوات والخلافات يجب إن تصمت، وان لم تحرص! هكذا هي الوطنية منذ ابد الدهر ولسنا في اليمن استثناء منها. ربما إن القليل لا يصدق إننا قدمنا قوافل الشهداء بالآلاف لتثبيت النظام الجمهوري برغم قوة التأمر الذي حصل على اليمن من كل حدب وصوب، وخضنا حربا أهليه استمرت ثمان سنوات ربما إن بقايا فصولها لم تنته لحد الان، وقدمنا أيضا قوافل من اجل تثبيت وحدة وطن اسمه (اليمن) وبرغم هذا لازال في بلادي طامحين مهووسين بأحلام صنعتها قوى الاستعمار ولم تصمد في حينها سوى عام ولم يزيد..! يوم أمس سرب أحد الاخوة خبراً مفاده إن قيادات جنوبية اشتراكية ستعود إلى صنعاء في تسويات مع الحكومة جرت موخراً، وأننا بطريقنا لإصلاح ذات البين لتكون اليمن للجميع وتتسع للجميع ولنبني اليمن معاً، وهذا الهدف الذي ينشده أي مواطن شريف يحترم نفسه ويحترم تاريخيه.. ولم يتخيل إلى ذهني إن البعض لا يرغب في أي تطور في اليمن وان غايته إن تظل الفتن مشتعلة، وليموت من يموت إذا كان سيحقق له شخصيا منافعاً شخصية؛ هذا شي لا يطاق أن يتقبله العقل البشري، واستغرب كيف يتم تسويق مثل هذه الأمور بين البسطاء من الناس ويصدقونها. وبمجرد إن تحدث المتحدث وأكد صحة اسماء معينة تتواصل مع القيادة في اليمن حتى تحولت كل "الرومات" الحوارية الانفصالية إلى ما يشبه المناحة.. فمن كانوا يعتبرونهم رموزاً في ثواني بدأت تكال لهم التهم والشتائم والقذف حتى كاد المريب إن يقول خذوني في أطروحات غريبة وعجيبة ينتابها الغموض، حتى وصل الأمر بقيادي كبير وبارز من أركان المناضلين والذي يحمل اسما ومنصبا كبيرا سابقا أنهم وضعوا شروطا تعجيزية لا يستطيع الرئيس اليمني الوفاء بها. وعندما سأله أخر على سبيل الفرض إن الرئيس طبقها، قال سنتبعها بشروط أكثر تعجيزا ليلطمئنهم من عدم صحة الإخبار التي سربت برغم صحتها لتثبت قطعيا إن كل هذه الأصوات ليست إلاّ أصوات منفردة يجمعها الحقد والكراهية لليمن الإنسان والأرض ولا تهمها غير العيش على جثث وأشلاء المواطن البسيط والبحث عن ارتزاق تحت مبرر لجوء سياسي، والبعض تحت وهم "تاج" منحتهم إياه بريطانيا ورحلت فصدقوا أنهم ملوك وسلاطين في بلد ليملك مقومات السلطنات اوالملكية.. نعم هم جادون جدا في توجهاتهم إنما ما لا يعرفونه إن اليمن هي الأخرى تملك ما لا يملكوه، فإذا كان لديهم مايقدموه صوتيا وإعلاميا فإننا على استعداد لان نقدم ما هو أغلى منه وهو الروح وبشكل لن يتوقعوه، فاليمن أغلى بكل تأكيد. وهذا تاريخنا فلم نركن يوما إلى دعم من دويلة ما، فكل مشاريعنا الوطنية كان لها خصوم من العيار الثقيل إلا أنهم في النهاية لم يستطيعوا إيقافنا، وما قاله أحرار وشرفا اليمن في ثورة سبتمبر من الأهداف الستة تتحقق رويدا رويدا وسط رياح وأمواج عاتية إلاّ أنها تتحقق وها هي اليمن متوحدة يعلوها علم واحد برغم الرياح التي نسمعها إلا إننا متعودين عليها ولا نجد فيها ما يخيف ويرعب. وهذا أيضا تاريخنا برغم إمكاناتنا التي كانت دوما اضعف بكثير من الخصوم إلاّ إن الله يقف معنا دوما فأزحنا الامامة برغم قله الإمكانات، وأزلنا التشطير برغم قوة الخصوم، وإلى غير رجعة...!! فلا تحلموا بغير هذا، وإلاّ فاسألوا من سبقوكم فهم كانوا اشطر، فانتم في اليمن وللشعب اليمني دوما رأيا يسمعه الكثيرون إلا إنهم في الأخير يجبرون عليه ويحترمونه، بل ويخشون الاقتراب منه.. أفلا تتعظون!!؟