أعلنت الحكومة التايلاندية أنها تلقت عرضا للهدنة تقدم به المحتجون في العاصمة بانكوك. وجاء العرض خلال اتصال هاتفي أجراه أحد زعماء المحتجين المعروفين بذوي القمصان الحمر بمساعد لرئيس الوزراء إلا أن الأنباء تشير إلى عدم التوصل إلى أي اتفاق. يأتي هذا في الوقت الذي يواصل فيه المحتجون اعتصامهم في مخيمهم المحصن وسط العاصمة بانكوك في تحد للأوامر العسكرية التي أصدرتها الحكومة لهم بمغادرة مواقعهم وفض الاعتصام. ولا يزال المعتصمون والعديد منهم نساء يشاركون في التصفيق والهتاف عندما يلقي محتجون كلمات تشجيعية انطلاقا من المنصة التي تقع في وسط المخيم علما بأن الموعد النهائي الذي أصدرته السلطات العسكرية لإخلاء المخيم قد انقضى. وأطلق الجنود الذخيرة الحية على المحتجين بهدف إبعادهم عن المكان في ظل تصريحات وزير حكومي قال فيها إن "عملية إغلاق المنطقة" ستتواصل. ولقي الجنرال المنشق الذي انضم إلى صفوف المعارضة، كاتييا سواسديبول، مصرعه متأثرا بطلق ناري أصيب به من طرف قناصة عندما كان يتحدث إلى الصحفيين قبل خمسة أيام. وكان زعماء الحركة الاحتجاجية قد عرضوا في وقت سابق إجراء مباحثات مع الحكومة تحت رعاية الأممالمتحدة على شرط أن تسحب الحكومة جنودها من منطقة المخيم. واستخدمت السلطات مكبرات الصوت والإعلانات التلفزيونية ورسائل نصية هاتفية لتحذير المحتجين وخصوصا النساء والأطفال وكبار السن وحثهم على مغادرة المخيم بحلول الثامنة صباح يوم الاثنين. وعرضت السلطات نقل المحتجين مجانا إلى منازلهم، محذرة من أن المنطقة غير آمنة وأن المتخلفين في المخيم يواجهون الحكم بالسجن لمدة قد تصل إلى سنتين. من جانبها حثت الأممالمتحدة الأطراف المتصارعة في تايلاند على التراجع عما سمته ب"حافة الهاوية" وبدء محادثات لإنهاء الاشتباكات التي راح ضحيتها 37 قتيلا و250 مصابا. انعدام الثقة وقالت مجموعة من المحتجين تقدر بأكثر من 300 شخص اعتصموا في أحد المعابد القريبة إنهم لا يثقون بعرض الحكومة بمغادرة المخيم دون التعرض لأي أذى حسبما نقلت عنهم بي بي سي. وقال وزير في مكتب رئيس الوزراء إن الحكومة لن تتراجع عن محاولتها "تشديد الحصار حول منطقة المخيم". ويقول مراسل بي بي سي في بانكوك، كريس هوك، الذي تجول في شوارع العاصمة إن الوضع لا يزال متوترا إلى أقصى حد. ويتابع أن الجنود ينهجون سياسة الاحتواء من خلال إطلاق الذخيرة الحية باتجاه المعتصمين في المخيم في محاولة لإبعاد المحتجين. وأعلنت حالة الطوارئ في 22 إقليما في أرجاء تايلاند، وخصوصا في المناطق الشمالية من البلاد حيث تنشط حركة المعارضة وذلك في محاولة لمنع مزيد من المحتجين من التوجه إلى بانكوك والالتحاق بذوي القمصان الحمر.