الغيت قمة آسيوية كان مقررا لها أن تنطلق اليوم السبت في تايلاند، وذلك بعد ان اقتحم متظاهرون مناوئون للحكومة التايلاندية المرافق التي كانت ستستضيفها في منتجع باتايا الساحلي. واعلن رئيس الحكومة التايلاندية ابيسيت فيجاجيفا حالة الطوارئ في باتايا لعدة ساعات بينما تسنى للزعماء الآسيويين مغادرة البلدة. وقد شوهدت طائرات هليكوبتر وهي تقلع من سقف موقع القمة وعلى متنها عدد من الزعماء الآسيويين العائدين الى بلدانهم. وكان من المقرر ان تبدأ قمة الدول الاعضاء في منظمة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) السبت وتستمر ليوم الاحد بمشاركة الصين وعدد من الدول الاخرى. يذكر ان تايلاند ما لبثت تشهد منذ فترة اضطرابا سياسيا، حيث تطالب المعارضة باجراء انتخابات جديدة. ويقول مراسلنا في بانكوك إن الحكومة التايلاندية قضت اشهرا عديدة في التحضير لهذه القمة، ولكن الاجراءات الامنية المحيطة بمكان عقدها انهارت في غضون ساعات قليلة بعد ان تمكن آلاف المتظاهرين من اختراق الطوق الذي كانت فرضته الشرطة حول المكان. ويقول مراسلنا إن ما حصل يعتبر احراجا كبيرا واهانة للحكومة، مضيفا ان الطريقة التي الغيت بها القمة تثير تساؤلات حول ما اذا كانت الانقسامات الحادة التي برزت في المجتمع التايلاندي قد انتشرت عدواها الى جهاز الشرطة والقوات المسلحة. وقال احد زعماء المعارضة ناتاووت سايكوا لذوي القمصان الحمراء (وهو اللباس الذي درج على ارتدائه المحتجون المؤيدين لرئيس الحكومة التايلاندي المطاح به ثاكسين شيناواترا) إن "معركة باتايا" قد انتهت، وان عليهم الآن العودة الى العاصمة بانكوك. واضاف سايكوا: "بما اننا حققنا نصرا مؤزرا، على جميع ذوي القمصان الحمراء الموجودين في باتايا شد الرحال الى بانكوك والانضمام الى الاعتصام القائم خارج مقر الحكومة." من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة التايلاندية لبي بي سي إن السلطات تحقق في السبب الذي منع الشرطة من التصدي للمتظاهرين في القمة. واضطر رجال شرطة مكافحة الشغب الى التدخل للفصل بين المحتجين ذوي القمصان الحمر من جهة ومؤيدي الحكومة الذين يرتدون القمصان الزرقاء من جهة اخرى. وقد تسلح بعض من مؤيدي الحكومة بالعصي والقناني الزجاجية، كما شوهد بعض المحتجين وهم يحملون الهراوات والمدي. وقال ناطق حكومي تايلاندي إن الحكومة بصدد التحقيق في التقارير غير المؤكدة والقائلة إن ثلاثة اشخاص اصيبوا بعيارات نارية اثناء الصدامات. وقال الناطق: "وردتنا تقارير غير رسمية تفيد باصابة شخصين او ثلاثة من معسكر القمصان الزرقاء. لا نعلم مصدر الاطلاقات بالتحديد، ولكن لعله كان معسكر القمصان الحمر." ويقول شهود إن المحتجين استخدموا سيارات اجرة وشاحنتين على الاقل لاغلاق الطريق المؤدية الى موقع انعقاد القمة، مما اجبر الناطق الرسمي التايلاندي على الاعلان عن تعليق اعمالها. وقال الناطق: "لقد اجلت القمة بين منظمة آسيان والصين بسبب محاولات المحتجين عرقلة ترتيبات تنقل الزعماء." ونقلت وكالة رويترز عن مصدر في وزارة الخارجية اليابانية قوله إن القمة الصينية اليابانية الكورية الجنوبية الثلاثية قد الغيت، ولكن الوزير ناكاسوني تحدث الى نظيريه الصيني والكوري هاتفيا. وقال مسؤول صيني لوكالة الانباء الفرنسية إن الوزراء الثلاثة انتظروا لساعة كاملة قبل ان يقرروا الغاء اجتماعهم الذي كان سيناقشون فيه النتائج المترتبة على قيام كوريا الشمالية باطلاق صاروخها الاخير في الاسبوع الماضي. يذكر ان قمة دول آسيان قد اجلت مرات عديدة بسبب الاضطرابات السياسية التي تعصف بتايلاند. وكان رئيس الوزراء التايلاندي ابيسيت فيجاجيفا قد تسلم مقاليد الحكم في شهر ديسمبر/كانون الاول الماضي على رأس ائتلاف شكله اثر صدور امر قضائي بعدم شرعية الحكومة السابقة التي شكلها انصار شيناواترا. وجاء اصدار الامر القضائي عقب نجاح معارضي شيناواترا في اغلاق مطار بانكوك لثمانية ايام ومحاصرة المكاتب الحكومية.