شنت مجاميع قبلية مسلحة حاضنة لعناصر تنظيم القاعدة في مأرب صباح اليوم السبت هجوماً على خط أنابيب النفط التي تصل بين محافظة مأرب وساحل البحر الاحمر، والحقت به دماراً كبيراً أوقف ضخ النفط نهائياً من الأنبوب الوحيد الذي تستخدمه اليمن لتصدير منتجاتها النفطية عبر موانئها على ساحل البحر الأحمر. وتأتي هذه الحادثة الارهابية متزامنة مع الحملة الأمنية التي تحاصر مناطق عديدة من وادي عبيدة الذي يعد واحد من أكبر مستنقعات الارهاب في اليمن، الذي تأوي فيه القبائل عشرات العناصر التابعة لتنظيم القاعدة، والتي تستميت في الدفاع عنها، والحيلولة دون وقوعها في قبضة السلطات الأمنية، في وقت تواجه الحملة الأمنية حملة إعلامية مضادة من قبل أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة)، التي تدافع عن القبائل الحاضنة لعناصر القاعدة، وتطالب الحكومة بوقف قصفها لتلك المناطق. وبحسب مصادر محلية بمأرب، فإن القوات الأمنية باشرت منذ أمس الجمعة بقصف مناطق قبيلة "العقيلي"، بعد رفض القبيلة تسليم "حسن عبد الله العقيلي"- نجل الشيخ- الذي قام مع مجموعته الارهابية في القاعدة بقتل قادة عسكريين مطلع الشهر الجاري.. كما ضربت القوات الامنية منازلاً لوجهاء في القبيلة بينهم منزل "ناصر حمد همام" وهدمتها، على خلفية إيواء عناصر القاعدة فيها ورفضهم طردهم منها أو تسليمهم للجهات الأمنية. وقد حاولت المجاميع القبلية في وادي عبيدة ومعها مجاميع القاعدة يوم الأربعاء مهاجمة قوات الجيش والأمن التي تضرب طوق حصار محكم على مناطقها، بقصد فك الحصار غير أنها فشلت في ذلك، ثم أعادت الكرة أمس الجمعة وفشلت أيضاً.. وقد سقط في كلا العمليتين عدد كبير من المصابين من أفراد الامن والجيش. وتستغل هذه المجاميع القبلية وجود المنشآت النفطية والغازية، ومرور انابيب التصدير، وقاطرات الغاز في عمليات ابتزاز بشعة، حيث تقوم بين الحين والآخر بقطع الطرق واحتجاز القاطرات، والتسبب بازمات اقتصادية خانقة.. ما لبثت أن تطور مؤخراً إلى عمليات ارهابية واسعة جدا طالت العديد من انابيب النفط التي اشعلت النيران فيها، وكذلك شركة مصفاة صافر، وهاجمت العديد من المقرات الحكومية المدنية والعسكرية والأمنية. وفيما يقدر اقتصاديون خسائر اليمن التي تسبب بها العمليات الارهابية الأخيرة في مأرب بأكثر من مليارين ونصف المليار دولار، فإن السلطات الحكومية ما زالت تواجه صعوبة في حملتها جراء حملات التحريض التي تقودها أحزاب اللقاء المشترك المعارضة، وخاصة حزب الاصلاح الذي يعد أحد زعمائه في مأرب أحد المتهمين بإيواء عناصر القاعدة.. فواصلت تأليب القبائل على الدولة، بدعوى أن من تضربهم "مدنيين" وليسو عناصر قاعدة، رغم أن جميع التقارير تؤكد أنهم يقومون بايواء مجاميع القاعدة، ويقاتلون الدولة نيابة عن عناصر القاعدة التي تتنعم بالحماية داخل بيوتهم.