واصلت عاصفة الخلافات تمزيق فصائل الحراك الانفصالي على نحو فاق بسرعته كل التوقعات، لتقف أخيراً على أبواب مرحلة صدام وشيك بإعلان فصائل "الاتحاد الجبهوي" إلغاء "النجمة الحمراء" من أعلام التشطير، وتصنيف كل من يتمسك بها ب"أعداء متآمرين على الجنوب"، وإقرار برنامج "تطهير الجنوب من عملاء الاحتلال" واجتثاثهم قبل خوض أي معركة مع "قوات الاحتلال"، الأمر الذي أطلق الباب على مصراعيه لتراشق الفرقاء بتصريحات نارية توعد كل طرف منهم بالقضاء على الآخر. وأكدت مصادر "نبأ نيوز" في يافع: أن قرار إلغاء النجمة الحمراء من أعلام التشطير، جاء في اجتماع عقدته قيادات كل من: "المجلس الوطني" الذي يتزعمه حسن باعوم المقيم خارج اليمن حالياً، و"الهيئة الوطنية للاستقلال" بزعامة العميد ناصر النوبة، و"اتحاد شباب الجنوب" برئاسة فادي باعوم القابع داخل السجن حالياً، وممثلين عن "حزب التجمع الديمقراطي الجنوبي- تاج" ومقره الرئيسي لندن.. واوضحت: أن هذه الفصائل التي تؤلف "اتحاد جبهوي" مع بعضها البعض، اتخذت قرارها بإزالة النجمة الحمراء على خلفية مشروعها الداعي الى العودة إلى "الجنوب العربي"، وهو الكيان الذي أوجده الاستعمار البريطاني، والذي لا يعترف بالهوية اليمنية للمحافظات الجنوبية، والذي تتهم هذه الفصائل الحزب الاشتراكي اليمني بما تسميه ب(يمننة الجنوب)، وتحمله مسؤولية جميع التصفيات الدموية التي أعقبت استقلال الجنوب 1967م. وبحسب تأكيد المصادر، فإن الاجتماع المذكور أقر تشكيل لجنة أوكل لها عمل (1000) علم خالي من النجمة الحمراء، وطمس النجمة من كل الاعلام المرسومة على الجدران باعتبارها أحد رموز الحقبة الاشتراكية.. كما أقر الاجتماع خطة عمل، منحت الأولوية في أنشطة المرحلة القادمة لتطهير الجنوب ممن وصفتهم ب"عملاء الاحتلال" واجتثاثهم باعتبارهم يشكلون خطراً أكبر على القضية الجنوبية، ويعملون على "طمس هوية الجنوب العربي"- على حد تعبيرها- "بمشاريع ضيقة لا تتعدى مصالحهم الانتهازية"، متهمة إياهم بالتواطؤ مع أحزاب اللقاء المشترك والسعي لإعادة فرض الحزب الاشتراكي على الجنوب. قرار فصائل الاتحاد الجبهوي، قوبل من بقية فصائل الحراك المنضوية في الجبهة الثانية تحت مسمى "المجلس الأعلى للحراك" الذي يتزعمه علي سالم البيض، بكثير من الاستياء والغضب، حيث وصفه ناصر الخبجي بأنه "تصرف غبي"، واتهم "الهيئة الوطنية للاستقلال" التي يتزعمها النوبة بأنها تحولت الى "سرطان مسموم في جسد الجنوب، ولابد من استئصاله مهما كلف الثمن"، وقال أن "هؤلاء المرضى يتعمدون الابحار عكس التيار، وكلما وجدوا جهوداً نضالية مخلصة لرص الصفوف ابتدعوا ما يفرقها ويشتتها، لحسابات نعرفها جيداً، وهي اكثر ما يخدم نظام صنعاء". الخبجي وخلال حديثه مساء أمس مع عدد من قيادات الحراك بردفان، توعد بعدم السماح برفع أعلام مخالفه لاعلام الحراك، ووجه بانزالها وتقطيعها. الجبهة الرافضة للنجمة الحمراء تتهم بقية فصائل الحراك بأنها مجيرة لحساب المشترك، وتدور في فلكه، وتعتقد أن المجلس الأعلى للحراك واللقاء المشترك لديهم مشروع يتفاوضون عليه مع السلطة، وأنه سيفضي إلى إعادة الحزب الاشتراكي الى الجنوب من خلال تسويات سياسية.. واشار أحد العناصر القيادية في المجلس الوطني إلى أن البيض يناقش حالياً مسمى جديد يضم اليه الحزب الاشتراكي، لذلك حسم المجلس وحلفائه موقفهم من الآن ليكون الجميع على علم. في نفس الوقت الذي هاجم البيض وقال أنه "رجل يعيش بعقلية قديمة مستهلكة". الكثير من الجدل بدأ يدور في أوساط الحراك، وبخطاب انفالي جداً، وكل فريق يتحدى الآخر، ويتوعده بالويل والثبور، ويدعي أن الآخر "لا يمتلك أي صفة شرعية لتمثيل الجنوب"، في نفس الوقت الذي يحضر الاتحاد الجبهوي للنوبة وحلفائه لمسيرة يرجح أن يقيمها الاثنين القادم او الخميس يرفع خلالها أعلام خالية من النجمة الحمراء. وهكذا فإن النجمة الحمراء تأتي بمثابة سبب جديد للاختلاف ولمزيد من النمزق للحراك، في وقت تعصف فيه الخلافات من كل صوب، والتي كنا أوردناها في تقريرنا لما قبل يومين.. والذي يمكن العودة إليه في تقدير حجم الخطر المحدق بفصائل الحراك، والذي ينذر بصدام وشيك لا محالة.. للاطلاع على التقرير السابق: • الفتنة تلتهم فصائل الحراك وتفجر خلافات واسعة تفضح المستور