شهدت محافظة تعز تأسيس أول جمعية خاصة بجمع مخلفات البلاستيك والخردة حيث عقد المؤتمر التأسيس لهذه الجمعية الأسبوع الماضي وسط حضور المئات من أفراد الفئات المهمشة الذي وصل عددهم لأكثر من 450 مشاركاً ومشاركة من النساء والرجال بالإضافة إلى مدراء مصانع البلاستيك بتعز،، وقد حضر افتتاح المؤتمر التأسيس من الجانب الحكومي الأستاذ عبد الله أمير وكيل محافظة تعزو مدراء عموم صندوق ومشروع النظافة ومدير مركز التوعية البيئية،، بالإضافة الي مديرة برنامج منظمة" ديا" السيدة ريبكا بوشيه حيث "وديا" قددعمت فكرة إنشاء الجمعية وقامت بتمويل المؤتمر التأسيسي.
وتعتبر هذه الجمعية الأولى على مستوى اليمن والثانية على مستوى الوطن العربي بعد جمعية الزبالين بمصر،، ويأتي تأسيس الجمعية في هذا التوقيت تزامنا مع اليوم العالمي للبئية حيث إن من أهداف الجمعية الحفاظ على نظافة البيئة ،، وقد لاقي المؤتمر التأسيسي اهتمام كافة مصانع البلاستيك بتعز حيث أن اغلب هذه المصانع تعتمد على شراء المخلفات البلاستيكية التي يقوم بجمعها عدد كبير من المهمشين،، حيث يتم تسويق هذه المخلفات بأسعار رخيصة، ولعل وجود جمعية خاصة بمجمعي البلاستيك ستشكل نقطة تحول في عملية بيع المخلفات البلاستيك للمصانع حيث سيكون قرار البيع موحد للكيلو البلاستيك والمخلفات الاخري الحديدية وغيرها،، وسيكون هناك إدارة موحدة لمجمعي البلاستيك.. قد جاءت فكرة تأسيس هذه الجمعية نتيجة للنشاط المتزايد والملفت للنظر في" مقلب قمامة مفرق شرعب" الذي تتدفق اليه يومياً كل المخلفات من مدينة تعز حيث يعمل في مقلب شرعب للقمامة والنفايات عدد (250) فرد من النساء والرجال بأعمار مختلفة اغلبهم من الفئات المهمشة،، يعملون على تجميع المخلفات البلاستيكية والكرتونية والمعدن و الخردة وأحياناً بعض الأغذية التالفة، كما يعمل عدد يزيد عن هذا العدد من المهمشين على تجميع تلك المخلفات في الشوارع والمنازل والأزقة بطريقة غير رسمية ولا منظمة وهم من خلال هذا العمل يساهمون بجزء كبير في حماية البيئة من مخاطر المواد البلاستيكية ويساهمون بجزء كبير في نظافة المدينة ، كما يساهمون في توفير موردا اقتصاديا ومصدراً مهماً للمواد الخام لمصانع البلاستيك بأسعار اقتصادية مناسبة للشركات ومربحة وتوفر عائداً مهما للأسر التي تعمل في هذا المجال. ورغم كل تلك الفوائد التي تحققها مدينة تعز من خلال العاملين في هذا المجال إلا أن هناك عدد كبير من المشكلات التي تعاني منها المجموعات العاملة في هذا العمل من أهم تلك المشكلات انقطاع عدد كبير من الأطفال عن الدراسة، وأيضا تدني مستوى التحصيل العلمي للأطفال العاملين في هذا المجال على اعتبار أن عدد كبيرا من الأطفال يعملون في جمع المخلفات البلاستيكية بالإضافة إلي تعرض عدد كبير من العاملين في هذا المجال لمخاطر صحية كبيرة مثل (الوفاة المفاجئ) أثناء التجميع وخاصة العاملين في مقلب النفايات بتعز، والتعرض لأمراض غريبة ومتعددة بسبب التعامل العشوائي مع بعض النفايات الخطرة خاصة تلك القادمة من المستشفيات وبعض المصانع. كما إن انعدام التأمين الصحي والاجتماعي والحماية من المخاطر لتلك المجموعات وتعرض أسر العاملين في هذا المجال لفقدان مصادر الدخل الضرورية للأسرة في حالة إصابة العائل لأي مرض أو التوقف عن العمل. في المؤتمر التأسيسي تم انتخاب هيئة إدارية للجمعية المسمى "جمعية النقاء لجامعي مخلفات البلاستيك والخردة" وللجمعية عدد من الأهداف التي ورد ذكرها في النظام الأساسي لتأسيسها وستعمل الجمعية بشكل خاص ومن خلال أسلوب تعاوني تضامني على توفير موارد مالية من خلال المساهمات اليومية للأعضاء على تحقيق عدد من البرامج الهادفة التي تستهدف تحسين مستوى معيشة العاملين في هذا المجال وحمايتهم من المخاطر من خلال الجوانب التالية: الجانب التنظيمي: تنظيم عملية تجميع المخلفات البلاستيكية في المقلب والشوارع بحيث تصبح عملية منظمة ولا تمارس بصورة عشوائية وإنما من خلال إجراءات معينة وبطاقات عمل تضمن تنظيم وتوزيع العاملين بشكل جيد يساعد على توفير بيئة نظيفة في كل منطقة داخل المدينة، إضافة إلى تنظيم الأفراد بشكل يضمن سلامتهم وصحتهم. - ستعمل الجمعية على دراسة عملية الفرز في المقلب وتنظيمها بصورة منظمة وغير عشوائية بحيث تجنب العاملين في المقلب المخاطر الصحية. - ستعمل بالتنسيق الوثيق وتحت إشراف مشروع النظافة على عملية الاستفادة من المخلفات من مصادرها في المنازل والمحلات والمطاعم ، وتقليل نسبة المواد التي ترمي على الشارع من خلال خطة منظمة تعد مع مشروع النظافة وتحت إشرافه. - تنظيم نقاط تجميع مختلفة على مستوى مناطق المدينة بالتنسيق مع مشروع النظافة. وعلى المستوى الاجتماعي: ستعمل الجمعية على تقديم وتمويل برامج التوعية الصحية للعاملين في هذا المجال وتوفير أدوات السلامة والصحة المهنية لهم. - ستعمل على تقديم برامج توعية في المجال التعليمي لمعالجة مشكلات الأطفال المتسربين من المدارس اوالذين يعانون من تدني التحصيل العلمي (الأطفال المنخرطين بالعمل في هذا المجال). - ستعمل الجمعية من خلال التأمين التكافلي ومشاركات الأعضاء اليومية على توفير مظلة تأمين صحي ، وتأمين على الحياة للعاملين في هذا المجال لحمايتهم من التعرض لفقدان مصدر الدخل. أما على المستوى الاقتصادي: ستساعد الجمعية في زيادة دخل العمال في هذا المجال من خلال التدخلات في: - توفير وسائل ومعدات تساعد على عملية الفرز والتنفيذ للمرحلة التالية والتجميع مثل "الكبس والطحن" لتقديم المواد بشكل أكثر جودة للشركات والتجار ، وهذا سيأتي خلال المرحلة الثانية من عمل الجمعية. - ستقوم الجمعية بتدريب "مجمعي" البلاستيك والنفايات على تنفيذ عمليات الفرز بجودة عالية توفر الكثير من الجهد ومراحل العمل للشركات والتجار المشترين. - العمل على تمويل مشاريع صغيرة للنساء والشباب في مجالات أخرى غير البلاستيك من خلال تجميع جزء من عائداتها لتحسين مستوى الدخل للأسر الفقيرة. - ابتكار مشاريع صغيرة خاصة بإعادة تأهيل بعض النفايات التي لا يستفاد منها في الشركات القريبة ، مثل الأقمشة وبعض المواد التالفة الأخرى وإعادة تصنيعها مثل المشغولات اليدوية وغيرها. - الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في الاستفادة من المخلفات ونقل تجارب ناجحة إلى تعز. وفي تصريح خاص ل"نبأ نيوز" قال عبد الرحمن الشرعبي الذي تم انتخابه رئيسا للجمعية: أن الجمعية تعد تجربة جديدة في اليمن وستعمل مع شركائها الداعمين من اجل تحقيق الأهداف وخص بالذكر الشركاء "صندوق النظافة والتحسين، مشروع النظافة بالمحافظة، مركز التوعية البيئية، شركات صناعة البلاستيك في تعز، تجار الجملة للمواد البلاستيكية والخردوات بالإضافة إلى المنظمات الداعمة وعلى رأسها منظمة ديا الفرنسية الداعم الرسمي لفكرة إنشاء الجمعية". وأكد في تصريحه بأن الجمعية لن تكون تحت سيطرة أي تاجر أو مصنع بحد ذاته ولكن ستكون الجمعية شريك مع الجميع بهدف تحقيق المصلحة العامة. ولا تهدف إطلاقاً إلى ممارسة أي نشاط يضر بمصالح أحد في القطاع الخاص وسيسكون من أولوياتها العمل مع الجميع بروح الفريق الواحد. جدير بالذكر بأن عدد كبير من مدراء مصانع البلاستيك وجهات تجارية أخرى عرضوا دعمهم للجمعية وأعلنوا استعدادهم لتمويل كافة متطلبات الجمعية،، والهدف من وراء هذا الدعم يكمن في محاولة لفرض السيطرة على الجمعية لأهداف تجارية مستقبلية.