بعد 36 ساعة فقط من إحراقها محطة كهرباء المكلا، شنت مليشيات الحراك الارهابية مساء الاثنين هجوماً بالقاذفات على محطة الكهرباء الرئيسية بمنطقة "حبيل ريده"، والتي تغذي محافظة الضالع، ودمرت مولداتها، وشبكات السيطرة والتشغيل، وأغرقت معظم أرجاء المحافظة في ظلام دامس. وأفاد مراسل "نبأ نيوز" بالضالع: أن ما يقارب (30) مسلحاً من عناصر المليشيات الارهابية نفذوا قبيل وقت المغرب بقليل هجوماً بالقاذفات على محطة توليد الكهرباء في "حبيل ريده" من محافظة لحج، ثم قامت مجموعة منهم باقتحام المحطة والإمعان بالتخريب بإلقاء القنابل اليدوية على بعض الأقسام الحيوية منها. وأضاف: أن دماراً كبيراً جداً لحق بمولدات المحطة، وشبكات السيطرة والتشغيل والتحويل، وكذلك أبراج توزيع خطوط الضغط العالي، الأمر الذي تسبب بانقطاع التيار الكهربائي في جميع أرجاء مدينة الضالع، والغالبية العظمى من مديريات المحافظة. وقد نشرت المليشيات عناصرها المسلحة في مواقع مختلفة على امتداد الطرق المؤدية إلى "حبيل ريدة"، ومنعت وصول فرق الدفاع المدني، وفرق طواريء الكهرباء باطلاق الرصاص عليها من مواقع مختلفة، الأمر الذي تعذر الحصول على تقييم فني متخصص لحجم الأضرار التي لحقت بالمحطة. وأشارت المصادر إلى أن هذا الهجوم هو الثاني الذي يستهدف محطة كهرباء الضالع في غضون أقل من أسبوع، حيث سبقه بيومين إطلاق قذيفة على كهرباء الضغط العالي في منطقة "حردبة" والتسبب بأضرار طفيفة، غير أن عناصر الحراك قاموا بالتقطع لسيارة الفريق الفني التابع لكهرباء الضالع الذي كان متوجهاً لاصلاح الخلل، وقاموا بنهب السيارة والاعتداء على المهندسين. وتعد عملية تدمير محطة كهرباء الضالع هي العملية الارهابية الثانية التي تنفذها مليشيات الحراك خلال أقل من يومين، بعد عمليتها في المكلا، التي قامت خلالها بإحراق محطة "الريان" بالكامل وإغراق المكلا والمديريات المجاورة في الظلام.. وكانت "نبأ نيوز" انفردت خلال اليومين الماضيين في تحميل الحراك مسئولية إحراق محطة المكلا، وكشف مخططه من وراء ذلك- طبقاً لمعلومات استقتها من مصادر أمنية- والتي كشفت عن سعي الحراك لخلق أزمة بإحدى الخدمات الأساسية، واستثمارها في تثوير الشارع، وإعادة أعمال الشغب والتخريب الى الشوارع تحت ذريعة الاحتجاج على انقطاع التيار الكهربائي.. وهو ما حدث فعلاً في المكلا بخروج مسيرة بالفوانيس نظمها الحراك بمجرد حلول الدقائق الأولى من ظلام اليوم الأول، وشهدت أعمال شغب واسعة. هذا وقد علمت "نبأ نيوز" من مصادر خاصة أن حادث تفجير كهرباء الضالع عزز الشكوك لدى القيادات الأمنية بوجود تعاون وثيق بين الحراك وعناصر القاعدة، حيث أن استهداف منشآت الخدمات الاساسية كمحطات الكهرباء والمياه يعد من استراتيجيات عمل تنظيم القاعدة التي طبقها على نحو واسع في كل من افغانستان والعراق، واستغلها في صناعة مشاعر غضب وتذمر عام على السلطات، أسهمت في تسهيل استقطاب المجندين من جهة، ومن جهة أخرى في إضعاف التعاون الشعبي مع السلطات.