تأمل الفرنسية نيلي فينو بأن تصبح أول إمرأة تشارك في إدارة مباريات كأس العالم للرجال كمساعدة للحكم، لتؤكد حضور المرأة التي أبدعت في شتى المجالات ومن ضمنها الرياضية، حيث إنخرطت منذ يومين في معسكر تدريبي مغلق يقيمه الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا) ل 79 حكماً مساعداً يخضعون لمدة أربعة أيام لاختبارات لياقية وفنية سيتم على ضوءها إختيار الحكام المساعدين الذين سيشاركون في إدارة مونديال ألمانيا الذي سينطلق في التاسع من حزيران (يونيه) المقبل ولمدة شهر كامل. ورغم أن المرأة أثبتت وجودها في تحكيم وإدارة المباريات الكروية العالمية ولاسيما منها كأس العالم للسيدات، إلا أن طموح وآمال فينو بدخول معترك التحكيم في بطولات الرجال العالمية له طعم ومذاق خاص، وهو ما أكده المتحدث الرسمي للفيفا أندرياس فيرتس قائلاً :" سنرحب بها إذا ما اجتازت الإختبارات .. سيكون لتأهلها مذاقه الخاص". وتملك الفرنسية فينو ( 44 عاماً) خبرة كبيرة في عالم التحكيم حيث سبق لها وأن أدارت مباريات في البطولات الأوروبية والمحلية، فشاركت في تحكيم مباريات دوري أبطال أوروبا بشكل مستمر، ودورة الألعاب الأولمبية في أتلانتا عام 1996 وأثينا عام 2004 ، كما أدارت لقاءات في كأس العالم للسيدات عام 2003. وتعرض الفرنسية فينو تجربتها في مجال تحكيم كرة القدم قائلة أنها مرت بفترات رائعة وأخرى صعبة ، لكنها تؤكد أن سبب توجهها لهذا المجال هو تعلقها بوالدها الذي كان لاعبا هاويا ومن خلاله اهتمت فينو بالساحرة المستديرة. وقالت فينو أن أصعب المواقف التي مرت بها في مجال التحكيم كان عام 2000 عندما أصيبت بصاروخ ناري أطلقه أحد المشجعين أثناء مباراة في الدوري الفرنسي جمعت بيت ستراسبورغ وميتز. وتشير إلى أن هذا الموقف لم يجعلها تتراجع عن مسيرتها التحكيمية لأنها لا تعتقد بأن هذا الحادث لأنها امرأة، وقالت: " لا أجد فوارق بين رجل وآخر إمرأة في مثل هذه المناسبات. ويقول فيرتس أن على فينو أن تستوفي الشروط التي تنطبق على الحكام من الرجال ، مشيراً إلى أنه يعتقد بأنه من الجائز أن تشارك فينو في مونديال ألمانيا لكن عليها أن تجتاز أولاً الاختبارات لتكون ضمن طاقم التحكيم الفرنسي الذي يقوده الحكم الفرنسي الشهير إريك بولا. ويضيف أنه الأمر سيكون رائعاً وقد يوضح ذلك أن مساعدات الحكام يمكن أن يحصلن على فرص أخرى للمشاركة في كأس العالم في المستقبل, ولم لا تقوم امرأة بإدارة مباريات في المونديال مستقبلاً،, حيث إنه لا يوجد في لوائح قوانين الرياضة ما يمنع ذلك. وكان الفيفا قد اعتمد معايير جديدة بخصوص أطقم الحكام، حيث ستكون أطقم الحكام من بلد واحد طوال مباريات البطولة، في خطوة منه لرفع مستوى التحكيم، وفي الاختبارات التي تجري حالياً في مدينة نيو ايسنبورج الألمانية يشارك اثنين أو ثلاثة حكام مساعدين من الدول التي تم اختيار الحكام ال 23 الذين سيديرون مباريات المونديال. وإذا ما اجتاز أقل من حكمين مساعدين هذه الاختبارات فإن الطاقم بأكلمه بما فيه الحكم الرئيسي سيستبعد من المشاركة في المونديال وسيعوض بطاقم مماثل من دولة أخرى. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ التحكيم في كؤوس العالم أن يتولي طاقم تحكيم كامل (3 حكام) من بلد واحد او من اتحاد اقليمي واحد ادارة المباريات، لكن لجنة الحكام رفضت مجدداً تسمية حكمين اثنين من الدولة المضيفة كما فعلت في مونديالي 1998 في فرنسا و2002 في كوريا الجنوبية واليابان. ومن الجدير ذكره أن فينو تعد أول إمرأة عملت مراقبة للخطوط في الدوري الفرنسي لكرة القدم، إلى جانب عملها لفترة طويلة في طاقم تحكيم بقيادة مواطنها الدولي اريك بولا الذي اختير ضمن حكام المونديال، لذلك فإنها ستكون حاضرة بقوة في الاختبارات النهائية التي سيتم على إثرها إختيار الحكام المساعدين.