في تحول يعد الأخطر في مسار المعركة الانتخابية اليمنية، رفع التجمع اليمني للإصلاح لواء الدفاع عن كيان (دولة الشطر الجنوبي)، متهماً الحزب الحاكم بالسعي للانفصال، ومستنفراً الهمم لمحاربة ذلك التوجه والتصدي له ، ضمن رهان – فسره محللون سياسيون- بتوسيع الفجوة بين فصائل الحزب الاشتراكي من جهة، وبين الاشتراكي والحزب الحاكم من جهة أخرى. فقد أكد محمد قحطان – رئيس الدائرة السياسية للإصلاح، والناطق الرسمي بلسان أحزاب اللقاء المشترك أن(ممارسة الفساد في المحافظات الجنوبية والشرقية)- وهي الحدود التشطيرية لما كان يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل الوحدة- (بلغت مرحلة الخطورة)، مشيراً إلى انه (يحق أن نعتبرها أنها عامل الانفصال الذي ينبغي لنا جميعاً أن نتصدى له ومحاربته). وأوضح قحطان في تصريحات نشرتها صحيفة "الأيام" الصادرة من عدن أن "الإخوة في قيادة المؤتمر الشعبي العام لا يدركون فداحة الأوضاع التي أوصلوا البلاد إليها"، مؤكداً أنهم "خلال الفترة السابقة مارسوا سياسة الأرض المحروقة وأنه لم يبق لهم سوى بضع خطوات لإيصال اليمن إلى الحالة التي أوصل زياد بري الصومال إليها". وحذر محللون سياسيون مختصون بشئون السياسة اليمنية - اتصلت بهم "نبأ نيوز" للوقوف على أهمية تصريحات قحطان- من خطورة المنحى الذي تحول إليه الخطاب السياسي للإصلاح ، واصفين إياه ب"إذكاء للمناطقية وتأجيج للفتنة الانفصالية"، مشيرين الى أن الإصلاح "ربما يحاول توسيع فجوة الخلاف بين الفصائل الاشتراكية من خلال دعمه لوجهات نظر التيار الانفصالي" من جهة ، ومن جهة أخرى "تأجيج الخلاف بين المؤتمر والاشتراكي وإنهاكهما في الصراعات". ونسبوا الى الكاتب الأمريكي "مايكل هدسون" في كتابه ( حرب 1994م في اليمن) بأنه تحدث عن وثيقة لتقرير مرفوع الى "الرئيس" علي سالم البيض من مستشاريه أبان حرب 1994م، يؤكد أن "حزب الإصلاح يأمل أن يطول أمد الحرب بين الاشتراكي والمؤتمر من أجل إرهاق الطرفين والاستيلاء على السلطة بعد أن تلقى وعوداً بالمساعدة من دولة مجاورة". ونوهت المصادر ذاتها الى أن "الخطورة الأكبر فيما قاله قحطان "لا يكمن في طرح قضية الانفصال ذاتها "فهي مطروحة عند البعض" ، ولكن في "التيار الضعيف داخل الاشتراكي الذي قد يتمرد على الأغلبية منساقاً وراء تشجيع الإصلاح ، وهذا سيقضي على تخطيط الحزب الذي لا يريد أن يقع في خطأ 1994 ويعطي للآخرين مسوغات لشن الحرب ضده أو تصفية قياداته وممتلكاته كما حدث من قبل". جدير بالذكر أن الحزب الاشتراكي اليمني كان نفى على لسان أمينه العام – الدكتور ياسين سعيد نعمان- وجود انشقاقات داخل الحزب، مؤكداً في حوار مع "الراية" القطرية أن ما هو كائن لا يتعدى الاختلاف في وجهات النظر التي هي أمر طبيعي في ظل التغيير الكبير الذي آل إليه وضع الحزب خلال الفترة الأخيرة.