* باحث في العلوم السياسية- دكتوراه من الأخبار المؤسفة والمزعجة جداً أن نسمع أخبار القتل والتدمير الذي يحدث في اليمن.. فهاهم الحوثيين الباحثين عن مجد يشبه أمجاد حزب الله ولكن في اليمن حيث لا حدود لنا مع الصهاينة، ولكن لنا حدود مع السعودية التي تعتبرها إيران عدوة لدودة جداً.. اليوم وأمس تطورت المعارك ويبدو أن المواقع العسكرية كانت هي الغنيمة اليوم .. ولم نعد نعرف هل هي خيانة من بعض أفراد الجيش لدعم الحوثي بالسلاح عن طريق تسليم المواقع لهم؟؟ إذا صدقت الأنباء التي وردت اليوم عن سقوط موقع عسكري بيد الحوثيين، فكل الإحتمالات وارده!! إن هؤلاء الشباب الجهلة الذي ن يقاتلون تحت رآية عمية وتحت مبررات قتال إسرائيل ويتصور هؤلاء بل يصورون لهم في مخيلاتهم المريضة.. أنهم يقاتلون أمريكا وإسرائيل!!!! وهم يتواجدون بقوة حيثما يحل الجهل وتبتعد الدولة؟ لا أدري كيف إستطاعوا أن يسهلوا لهم أمر قتل النفس التي حرم الله؟ لا أدري كيف نوموا عقولهم، بل جمدوها تماماً.. كيف يقوم شاب، بل وأحياناً كثيرة أطفال، كيف يقومون بقتل الناس بدمٍ بارد ويعقبها بالتكبير!!! لا حول ولا قوةً إلا بالله ... كيف نسي أن قتل المسلم الموحد جريمة كبرى ومن الكبائر؟ كيف تحول الطفل البرئ إلى وحش.. لا بل أشد من الوحش فتكاً..؟ فالوحش يأخذ فريسته ليسد رمقه لكن هؤلاء... كيف أصفهم؟؟ يقتلون المسلمين لأن الحوثي قال لهم أن هؤلاء كفار أو معتدين!! لنترك جميعاً ما قاله الحوثي وما قاله الفندم والرئيس ولنرجع لكتاب الله سبحانه وتعالى الذي يقول في محكم التنزيل يقول الله عز وجل: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} [النساء:93] ويقول سبحانه: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً}[النساء: من الآية29]. ويقول واصفاً عباده المؤمنين: {وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الفرقان: من الآية68] ويقول تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} [المائدة: من الآية32]. بل إن الأسلام قد نهى وجرم ترويع المسلمين ولو بالتهديد ولو كان مزاحاً، فما بالك بالقتل وقطع الطرقات وأخذ الناس عنوة..!!! فحرّم المصطفى تخويف المسلم وترويعه، ونهى عن إدخال الرعب عليه بأي وسيلة، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يسيرون مرة مع النبي في سفر، فاستراحوا ونام رجل منهم، فقام بعضهم إلى حبل معه فأخذه، وأمَرَّهُ على جسد أخيه النائم ففزع، فقال: ((لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا)) رواه أبو داود. وروى ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: ((من أخاف مؤمنًا كان حقًا على الله أن لا يؤمّنه من أفزاع يوم القيامة))- رواه الطبراني. ونَهى عن الإشارة بالسلاح وقال: ((من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه، حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه)) رواه مسلم.. فهذا تحذير من الإشارة بأي آلة مؤذية قد تؤدي الإشارة بِها إلى القتل، كالسكين والآلات الأخرى الحادة، حتى لو كانت الإشارة مجرّد مزاح، وفي هذا تأكيد على حرمة المسلم، والنهي الشديد عن ترويعه وتخويفه والتعرض له بما قد يؤذيه. وقد بيَّن السبب في ذلك النهي، وهو أن إشارته تلك ومزاحه على أخيه بتلك الآلة قد يتحوّل إلى أمر حقيقي، فيحدث القتل أو الجرح وهو لا يقصده.. قال: ((لا يشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من حفر النار)) متفق عليه. قال الإمام القرطبي رحمه الله: "لعنُ النبيِّ للمشير بالسلاح دليل على تحريم ذلك مطلقًا، جادًّا كان أو هازلاً، ولا يخفى وجه لعن من تعمّد ذلك؛ لأنه يريد قتل المسلم أو جرحه، وكلاهما كبيرة، وأما إن كان هازلاً فلأنه ترويع مسلم، ولا يحل ترويعه، ولأنه ذريعة وطريق إلى الجرح والقتل المحرمين". وقال الإمام النووي رحمه الله: "في الحديث تأكيد على حرمة المسلم، والنهي الشديد عن ترويعه وتخويفه والتعرض له بما قد يؤذيه. وقوله: ((وإن كان أخاه لأبيه وأمه)) مبالغة في إيضاح عموم النهي في كل أحد، سواء من يتهم فيه ومن لا يتهم، وسواء كان هذا هزلاً ولعبًا أم لا؛ لأن ترويع المسلم حرام بكل حال، ولأنه قد يسبقه السلاح" انتهى. السؤال المُحير هو كيف تم تعبئة هؤلاء المُغرر بهم ويقاتلون بشدة كأنهم يقاتلون في القدس ويواجهون المحتل ...هل وصل الجهل إلى هذه الدرجة!! كيف وصل بهم العمى والجهل إلى القتل؟؟.. هذه والله هي الطامة الكبرى كيف لم يقرأوا كتاب الله!!؟ لنتفق على أن الحكومة فاسدة وفي أشد درجات الفساد!! هل هذه الأعمال الفضيعة من الحوثيين تقضي على الفساد أم تزيده؟؟!! والحوثيين لم يقاتلوا لأجل الفساد أو مقاومة الحكم الجائر، بل هم يقاتلون لأجل الوصول للسلطة لأنهم وفقاً لمنهجهم يرون أن ملايين اليمنيين من غير أبناء فاطمه رضي الله عنها لا يجوز ان يحكموا.. إن أبناء "فاطمة" من وجهة نظرهم هم صفوة الخلق وأفضل الناس وفيهم الحكم والخلافة لوحدهم حتى قيام الساعة وأن أي حاكم من غير أبناء فاطمه غاصب للسلطة يجب مقاومته وإرجاع الحق لأهله.. هذه العقيدة لديهم راسخة وقوية أقوى من بقية العقائد وأولويتها قصوى يدعمهم في ذلك المراجع الإيرانية في النجف وقم، ويدعمونهم دينياً ومادياً وسياسياً تدعمهم إيران.. فكلما ضاق على إيران الخناق خلقت توترات في اليمن وفي العراق وفي لبنان وكلنا يسمع ويرى حجم التفجيرات والقتل والتدمير الذي يحدث في العراق.. والغليان الذي بدأ يزداد في لبنان.. وما يحدث حالياً في اليمن.. أنا لا أسعى هنا لجعل إيران هي الشماعة التي نعلق عليها فشلنا، ولكن هذا توضيح للحقيقة وأما المسئولية الأولى فتتحملها الحكومة اليمنية لغفلتها وسماحها بتفشي الجهل والظلم بين اليمنيين مما جعل الفكر الحوثي يجد له مناخاً خصباً لينمو يترعرع ويصل إلى هذه الدرجة.. والدليل على ذلك أن الفكر الحوثي منتشر في محافظات صعده والجوف وعمران في منطقة حرف سفيان بالذات ..أي أن هناك علاقة طردية بين الجهل وهذه الأفكار. كل شئ صار غير مفهوم... إن تخلخل المجتمع وتفككه وإنتشار الكراهية والحقد بين أفراده هي الطامة الكبرى التي لا يمكن حلها بسهولة وبالإتفاقات واللقاءات.. مثل هذه الكوارث تحتاج إلى جهود كبيرة ونوايا صادقة وعزيمة وتفاني لأجل الله لأجل الوطن لأجل السلام لأجل الأمن . في الأخير نقول حسبنا الله ونعم الوكبل.. وندعو الله سبحانه ان يهدي شباب اليمن الذين وصفهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بأنهم أرق قلوباً وألين أفئدة.. ماذا سنقول للرسول صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامه ؟؟ ماذا سنقول له... اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، ونعتذر منك يارسول الله سامحنا كنا مقصرين فسامحنا..!!!