معذرة سيدي الرئيس فقد تخونني الكلمات، وقد لا استطيع ان امسك قلمي عن قول ما يجول في خاطري من ألم على وطن يعاني من جميع الاركان سواء من الناحية الاقتصادية او الامنية او من يحاول فصله,, فكل المؤشرات- سيدي- تشير اننا نسير الى نفق مظلم,,, سيدي الرئيس.. لا اخفيك اننا نعاني من مرارة الغربة، مرارة فراق وطن يتقطع، وفي نفس الوقت جالية تتناحر متفرقة، ونعرات انفصالية نواجهها هنا في محل اغترابنا، ولكن رغم هذا كله لا يمكن ان يجعلنا ذلك نفقد الامل في مواجهتها ومواجهة من يريد الانفصال بكل السبل التي تكفل حماية الوحدة والدفاع ايضا عن باني هذه الوحدة، ولكم في المظاهرات في لندن لاكبر دليل على ذلك,,, سيدي الرئيس.. لقد تعبنا من الدفاع عن سيادتكم، وعن المخاطر التي تواجهها من حوثيين وانفصاليين واقتصاد مهزوز، ولم نر ما يشفع لنا هذا الدفاع,, فلم نر حلولا على ارض الواقع نواجه بها هؤلاء الانفصاليين، وتقديم البراهين على جهودكم من أجل رد حججهم الباطلة وما يدعون به,, سيدي الرئيس.. ماذا تنتظر؟ ما عسانا ان نفعل؟ لقد عملنا الكثير وقد واجهنا من المحن ما لا يتحمله شعب اخر,, فهل يعقل ان السبل لمعالجة الوضع في اليمن انعدمت ولم تعد الحكومة قادرة على ايجاد حلول جذرية لما نعانيه؟ هل انعدمت المؤهلات والكوادر اليمنية التي تستطيع اخراج الاقتصاد من عنق الزجاجة..؟ لقد تعب الشعب سيدي من الجرع الواحدة تلو الاخرى، وها هو شهر الفضيلة شهر رمضان يدق الابواب والدولار في ارتفاع والريال في هبوط، وبذلك يكون هذا الشعب في امس الحاجة لمن يهون عليه صيامه من جراء الغلاء الذي سيعصف بالبلد, وستجد سيدي ان معارضيك يزدادون يوما بعد يوم..!! انا سيدي دائما ما يكون توجهي الدفاع عن الوحدة وصانع امجادها,, لكنني اليوم اقف حائرا على ان صانع هذا المجد لا يقدم لنا ما يمكن من حلول جذرية لمعالجة الاوضاع وبحيث اننا نرى هذه الايام ما يحصل في حرف سفيان، وما يجري من قتل لقبائل بن عزيز والحكومة تقف من بعيد وتتفرج وكأن الامر لا يعنيها!! الحوار الذي تطالبون به سعادتكم ليس هو الحل للمشاكل، بل سيكون حل بسيط لبعض المشاكل وخاصة ما يتعلق بالمشاكل مع المعارضة وسير العملية الانتخابية,,, سيدي يجب عليك ان تبدأ بمحاسبة المفسدين، وتنقذ البلد وخزينة الدولة من شر هؤلاء.. فقد امتلأت حساباتهم البنكية بمبالغ تكفي اسرهم واجيالهم القادمة على حساب الشعب المسكين المغلوب على امره,,, اننا اليوم نحتاج الكثير منك ولا زلنا عند ثقتنا فيك بأنك لن ترضى ان يدوم هذا الحال، وانك لن تقف متفرجا والاقتصاد يتدهور والمواطن يتعذب فقد شبعنا من الوعود التي لم نرها الى الان,, لكن سنكون معك، وستزداد ثقتنا اكثر اذا رأينا حلولا جذرية لكل ما يحصل، وكلنا ثقة ان فخامة الرئيس علي عبد الله صالح لن يرضى ان يكون شعبه ذليلا ينتظر ما يجود به الغير لانقاذه,, سيادة الرئيس.. ثقتي فيك جعلتني اكتب هذه الرساله والتي جاء فيها الكثير من التساؤلات، واتمنى ان الايام القادمة كفيلة بالاجابة عليها وعلى ارض الواقع,,,, [email protected]