ألغى مركز التنمية والبحوث الدولية في كندا "اي دي ار سي" منحة لتمويل أبحاث يجري إعدادها في "مدى الكرمل المركز العربي للدارسات الاجتماعية التطبيقية" ومقره مدينة حيفا، وذلك بعد تدخل جهات إسرائيلية بينها وزارة الخارجية التي اتهمت المركز بتشويه صورة إسرائيل. وقال بيان صادر عن "مدى الكرمل" إن المركز قدم دعوى قضائية إلى المحكمة الفيدرالية الكندية ضد مركز التنمية والبحوث الدولية في كندا طالب فيها بتسديد التمويل لأنه تم البدء بمشروعين بحثيين كبيرين وافق المركز على تمويلها. وأضاف أنه في آذار-مارس الماضي أبلغ "اي دي ار سي" "مدى الكرمل بشكل مفاجئ بإلغاء منحتي بحث بمبلغ 776500 دولار أميركي. وشدد البيان على أن جزءا من هذا المبلغ قد صرف في العام الماضي وهو معد لتمويل مشروعي بحث، الأول حول "المشاركة السياسية للفلسطينيين في الداخل منذ 1948"، والثاني حول "النساء الفلسطينيات في الداخل والاقتصاد السياسي". وجاء في رسالة المركز الكندي أن قرار إلغاء التمويل "جاء بسبب إعادة النظر في إستراتيجيات مركز التنمية والبحوث الدولية، وأنه لا علاقة لهذا القرار، ولا بأي شكل، بجودة العمل الذي يقوم به مركز مدى". ورجح بيان "مدى الكرمل" أن إلغاء المنح جاء نتيجة الحملة التي تشنها مجموعات إسرائيلية يمينية متطرفة، مثل منظمة "ان جي أو مونيتور"، بهدف الضغط على "اي دي ار سي" لوقف تمويل نشاطات لمدى الكرمل. وجاءت تصريحات رئيس مركز التنمية والبحوث في كندا د. دافيد ملوم، المشفوعة بالقسم أمام المحكمة الفدرالية في كندا لتأكد تلك الشكوك، حيث قال "عرفت لأول مرة عن مشاريع مدى الكرمل بواسطة ال"ان جي أو مونيتور". وأرفق "مدى الكرمل" ببيانه نسخا عن صحف كندية تناولت موضوع الدعوى التي رفعها المركز العربي ضد المركز الكندي واتهمت حكومة كندا "بالخنوع للضغوط الإسرائيلية" مشيرة إلى مركز التنمية والبحوث الدولية ممول من قبل الحكومة الكندية. ويؤكد "مدى الكرمل" على أن "المسؤولين في مركز التنمية الكندي عبروا في الماضي وفي مناسبات مختلفة عن رضاهم من تقدم العمل على المشروعين، كما تم الحديث عن إمكانية زيادة مبلغ التمويل للمشروعين والعمل على تمديد فترة البحث المقررة، وحتى توسيع نشاطات مركز التنمية لمشاريع أخرى في مدى الكرمل". وقال بيان "مدى الكرمل" إن مدير مركز التنمية الكندي دافيد ملوم اعترف خلال استجوابه في جلسة المحكمة الفيدرالية التي عقدت في 15 حزيران-يونيو الماضي بأنه "التقى السفيرة الإسرائيلية في كندا في فبراير الماضي أسبوعين قبل موعد إلغاء التمويل". وأضاف البيان أن "هذا الأمر يثير الشكوك حول تورط وزارة الخارجية الإسرائيلية وضغطها على مركز "اي دي ار سي"، من أجل إلغاء المنحة لمدى الكرمل". واعتبر "مدى الكرمل" أنه "من الواضح أن سبب إلغاء المنحة من قبل مركز التنمية الكندي هو سياسي بامتياز، فقبل إلغاء المنحة بنحو شهرين، اتصل مسؤولان في مركز التنمية هما شرف احميمد ورويدة باقش بمركز مدى حول ما أسمياه "أمرا عاجلا" يتعلق بملصق والخبر الذي نشرته صحيفة "الجويش كرونيكل" عنه في نوفمر 2009". ويظهر في الملصق صورة لجندي إسرائيلي على حاجز عسكري يمد يده نحو امرأة فلسطينية، كلاهما في كامل لباسهما، وتحت الصورة كتب "الاحتلال يمسّها كل يوم، زوجها لا يلمسها إلا بتصريح".