قالت الوكالة الحكومية لإدارة الكوارث في باكستان يوم الجمعة أن عدد المتضررين من أسوأ فيضانات في البلاد منذ 80 عاما بلغ 14 مليون شخص. وقال نديم أحمد رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث أن الرقم يشمل إقليم خيبر بختون خوا الشمالي الغربي وإقليم البنجاب في وسط البلاد بالإضافة إلى إقليم السند، ودمر نتيجة الفيضانات ما لا يقل عن 650 ألف منزل. وواصلت المياه اكتساحها للبلاد متوجهة من الشمال الغربي إلى الوسط والجنوب. وتفيض أنهار السند حيث تقع مدينة كراتشي أكبر حواضر باكستان وعاصمة البلاد الاقتصادية. وقد بادرت السلطات إلى ترحيل نصف مليون شخص من 11 مقاطعة بإقليم السند، كما أصدرت تحذيرا إلى سكان المناطق الواطئة على ضفاف نهر الهندوس. وغمرت المياه قرى بأكملها خلال الأسبوع الماضي، متسببة في مقتل ألف وستمئة شخص، وملحقة الضرر بما يناهز أربعة ملايين ونصف. في هذه الأثناء تتصاعد مشاعر الاستياء من الرئيس آصف علي زرداري، الذي قام بزيارة دولة لبريطانيا التقى فيها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. وتصاعد الاستياء بين ضحايا الفيضانات مما اعتبروه فشلا من السلطات في مساعدتهم خاصة وان معظم المناطق المنكوبة تعاني أصلا من الفقر وضعف بنيتها الأساسية ، ويضاف ذلك إلى الضغط المتزايد على حكومة إسلام آباد التي تخوض معركة داخلية على جبهتين اقتصادية وعسكرية. وقد انتشرت أنباء أن مؤسسة خيرية على صلة بالتنظيم الذي نفذ الهجمات في مدينة مومباي تساهم في تقديم الإغاثة، حسب ما اكد أحد مسؤوليها لبي بي سي. وقال رئيس جمعية "فلاح الإنسانية" وهي منظمة خيرية ترتبط بجماعة الدعوة ان متطوعين من المؤسسة قدموا المساعدة لآلاف المتضررين. ويقول مراسل بي بي سي آدام مينوت انه بينما تلكأت الحكومة الباكستانية في الاستجابة لنداءات الإغاثة سارعت مؤسسة "فلاح الإنسانية" بتقديم معونتها، مما قد يكسبها شعبية في البلاد. الأمطار مستمرة ومما قد يفاقم من المخاوف أنه لم يمض من فصل الأمطار الموسمية سوى المنتصف، وتتوقع الأرصاد الجويةهطول أمطار إضافية في البلاد، خصوصا في المتناطق التي تضررت بالفيضانات. وتجتاح موجة من مياه الفياضانات المناطق الشمالية من إقليم السند عبر سد غودو متوجهة جنوبا إلى سد سوكور، حسبما أورد مراسل بي بي سي في إسلام آباد إقبال خان. وتجنبا لخطر الصعقات الكهربائية اضطرت السلطات إلى إغلاق الشبكة الكهربائية في منطقتي البنجاب والسند. ويقول المسؤولون إنهم يحاولون ترحيل حوالي مليون شخص يقيمون غير بعيد عن ضفاف أنهار السند. وشهدت المناطق الشمالية الغربية موجة جديدة من الأمطار، يُخشى أن تفاقم من معاناة أكثر من مليوني شخص شردهم موجة فيضانات الأسبوع الماضي. وقد نزح حوالي 1,4 مليون شخص هربا من الفيضانات في البنجاب، استنادا إلى ما أعلنه ناطق باسم الأممالمتحدة. واستخدمت السلطات طائرات مروحية من أجل إخلاء ثلاثة آلاف سائح حُصروا في منطقة قلم بوادي سوات حيث جرفت الفياضانات العديد من الجسور. ويقول المسؤولون إن النازحين في حاجة ماسة إلى الخيام والملاءات البلاستيكية وإلى الغذاء والدواء. واستجابة لطلب تقدمت به باكستان تعهد البنك الدولي بإنشاء صندوق للمساعدات بمبلغ أولي عبارة عن 80 مليون دولار. وسوف يتكلف إعادة تعبيد الطرق 59 مليون دولار، بينما ستكلف الإصلاحات الضرورية في قطاع الطاقة مبلغ حوالي 30 مليون دولار. وفي منطقة لاداخ بإقليم كشمير الخاضع للسيادة الهندية لقي ستون شخصا حتفهم بسبب الفيضانات، وأصيب مئتان آخرون حسبما قال مسؤولون.