أعلنت ألمانيا الخميس 14-10-2010 انها ستمول دراسات إسلامية في ثلاث جامعات حكومية لتدريب الأئمة ومدرسي الدين على ان يكونوا أكثر تناغما مع المجتمع الغربي من الأئمة الأجانب الذين يقدمون الخطب الدينية في معظم المساجد هنا. وتشتهر جامعتا توبنجن ومونستر بكليات اللاهوت المسيحي بهما وتسميان البابا بنديكت الألماني المولد من بين أساتذتهما السابقين. أما الجامعة الثالثة وهي اوسنابروك فقد فتحت دورة دراسية للائمة هذا الاسبوع التحق بها 30 طالبا. وتسعى عدة دول أوروبية منذ هجمات 11 أيلول في الولاياتالمتحدة الى إيجاد سبل لتعليم الأئمة في جامعاتها بدلا من الاستعانة بهم من دول إسلامية لا تسير على نفس خطى المجتمعات الحديثة والمتعددة الثقافات. وتحتاج ألمانيا التي تضم مدارسها الحكومية فصولا دينية منفصلة للتلاميذ الكاثوليك والبروتستانت واليهود الى مدرسين مسلمين مؤهلين جيدا لتعليم الدين الإسلامي للمسلمين. وتوفر بعض الولايات بالفعل فصولا للدين الإسلامي في مدارسها وتعتزم المزيد من الولايات القيام بذلك. وقالت وزيرة التعليم انيتا شافان "نريد ان يكون اكبر قدر ممكن من الأئمة المتعلمين في ألمانيا." وأضافت "الأئمة بناة جسور بين طوائفهم الدينية والمجتمعات التي توجد بها مساجدهم." وجاء الإعلان عن المشروع وسط جدال انفعالي في ألمانيا حول دور الإسلام. وكان ثيلو ساراتسين عضو مجلس إدارة البنك المركزي الألماني اجبر على الاستقالة بعد نشر كتاب - سيصبح أكثر الكتب مبيعا- يتهم المسلمين باستغلال المساعدات الاجتماعية الحكومية وعدم بذل الكثير من الجهود للاندماج مع المجتمع الألماني. وقال الرئيس الألماني كريستيان وولف في خطاب بمناسبة مرور 20 عاما على الوحدة إن الإسلام له مكانته في الثقافة الألمانية. وكان من الصعب المضي قدما في الخطط الرامية لتعليم أئمة في الجامعات. فقد أقامت فرنسا برنامجها مع الجامعة الكاثوليكية بباريس بعد ان رفضت جامعة السوربون ذلك نظرا لاعتقاد اساتذتها بان هذا الامر سيمثل انتهاكا لمبدأ فصل الكنيسة عن الدولة. واختارت هولندا ايضا اللجوء الى مؤسسة تعليمية لها صلات بالكنيسة وهي الجامعة الحرة في امستردام التي اسسها البروتستانت. ويعارض بعض المسلمين تدريب الائمة في مدارس مسيحية.
وفي الكثير من الحالات الاخرى فان تعليم الدين الإسلامي يدار بواسطة جماعات مسلمة ليس للسلطات الاكاديمية المحلية سوى سيطرة قليلة أو معدومة عليها. ومعظم الائمة في المساجد التركية في اوروبا على سبيل المثال هم رجال دين أتراك ارسلتهم أنقرة بموجب تعاقدات لمدة اربعة أعوام. وقالت وزيرة التعليم الالمانية شافان للصحفيين في برلين ان ألمانيا ستحتاج الى 2000 من الائمة والمدرسين اذا عرضت كل الولايات دورات لتعليم الدين الإسلامي. وتقوم برلين وولاية لور ساكسوني بتدريس الاسلام للتلاميذ المسلمين في مدارسهما كما تعرض عدة مدن في ولايات اخرى فتح فصول بها. وتعتزم جامعتا توبنجن ومونستر افتتاح مراكزهما الدراسية في خريف 2011. والجامعتان بهما بالفعل فصول دراسية عن الإسلام ولكن كمواد اكاديمية وليست كدورات تدريبية