في مواجهات عنيفة، تعددت جبهاتها على نطاق واسع من مديريتي "لودر" و"مودية"، استمرت منذ فجر السبت وحتى هذه اللحظات، كُشف النقاب أخيراً عن خسائر فادحة تكبدتها المجاميع الارهابلية لتنظيم القاعدة، وأن قوات حكومية تحاصر منذ ما بعد عصر أمس السبت عدداً من المواقع الجبلية في نطاق منطقة "السلامية" ما بين لودر ومودية، التي لاذت إليها العناصر الارهابية الفارة. وأكدت مصادر أمنية ل"نبأ نيوز" أن القوات الحكومية تخوض اشتباكاتها حالياً في محيط منطقة "الدهماء"، و"جبل عكد"، و"جبال القشابر"، وأنها بصدد إحكام حصارها عليها، مشيرة إلى قيام طائرات حربية عصر السبت بقصف مواضع في تلك المناطق تحصنت فيها مجاميع إرهابية.. ويرجح تعرض تلك المناطق للقصف مجدداً بعد منتصف الليل، حيث سُمع في العاصمة صنعاء صوت طائرات حربية وهي تقلع من القاعدة الرئيسية بالعاصمة. وقد شهد تنظيم القاعدة أمس يوماً أسوداً، بكل ما تعنيه الكلمة، من فداحة ما تكبده من خسائر: • في منطقة "السلامية"، قتل إثنان من عناصر القاعدة، وأصيب آخرين خلال الاشتباكات التي دارت على خلفية الكمين الذي نصبوه لرتل أمني. • وفي "مودية" قتل إنتحاريين إثنين من عناصر القاعدة، بعد إحباط محاولتهما تفجير سيارة مفخخة بدوريات كانت متوجهة من أبين إلى مودية، حيث استبقهم أفراد الجيش وأطلقوا النيران على السيارة ففجروها بمن فيها. • وفي "أحور" أحبط رجال الامن محاولة نسف مركز شرطة "أمعين" بعبوة كبيرة ناسفة عثر عليها بجانب المركز، وهي عبارة عن اسطوانات غاز معبأة من الداخل بمادة البارود بالإضافة إلى أسلاك تلفون بطول 500 متر وكذا بطاريات مصباح يدوي. • وفي "مودية" تم القبض على عنصر بالقاعدة يدعى (هاني علي محمد الثرياء)، وضبط بحوزته وثائق ومعلومات هامة تتعلق بخطط إرهابية كان سينفذها التنظيم بأبين، وحصلت منه أيضاً على معلومات لمخططات لاستهداف قيادات أمنية، ووثائق أخرى قالت الداخلية أنها ستشكل عوناً لها في ضبط الآخرين. • وفي العاصمة صنعاء، أعلن عن إعتقال احد ممولي تنظيم القاعدة في اليمن أثناء عودته من المملكة العربية السعودية، اسمه (صالح, م, ح, الريمي)- يبلغ من العمر 33 عاماً- وهو مغترب يمني مقيم بصورة دائمة في المملكة العربية السعودية.. وهذا بحد ذاته يعد ضربة قاصمة لظهر القاعدة. • مصادر محلية في مودية أكدت أن مجموعة من القاعدة وبعد اشتباك مع الجيش انتشلت جثة لأحد قتلاها، وإن اثنين آخرين كانا مصابان وانسحبوا جميعاً باتجاه الجبال.. فيما عثر أيضاً على جثة متفحمة يعتقد أنها أيضاً لأحد عناصر القاعدة.. إن تلك كل تلك الخسائر تكبدتها القاعدة في اليمن أمس السبت، فيما كان إجمالي خسائر القوات الحكومية (2) شهيدين و(6) مصابين، في الوقت الذي ظلت أعداد المصابين من عناصر القاعدة مجهولة.. وهي بطبيعة الحال تعد خسائراً فادحة قياساً إلى كل المواجهات التي حدثت من قبل، خاصة وأن القاعدة هذه المرة خسرت أحد ممويلها، بالاضافة إلى أن أحد عناصرها تم اعتقاله، وهذا أمر محظور في مناهجها، نظراً للخطورة المترتبة عن إدلائه بمعلومات للسلطات، تكشف الكثير من حقائقها، كأعدادها، وتسليحها، وخططها، وغيرها. وعلى الرغم من استفادة القاعدة من "البلادة الاعلامية" للعديد من المواقع الإخبارية المحلية التي بات التنظيم يضللها بمعلومات، وفلاشات أخبارية عبر أحد المنتديات الالكترونية للحراك- تتحفظ "نبأ نيوز" على إسمه- والذي تقوم من خلاله عناصر القاعدة ببث إشاعات تنكل بالقوات الحكومية، وتخلق معارك وهمية وانتصارات وهمية للجماعات الارهابية؛ إلاّ أن ذلك وحده يعد أحد المؤشرات المهمة التي تؤكد إنهيار القاعدة، وتراجع قدراتها على شن هجمات نوعية على أهداف استراتيجية تتناسب مع تأريخها الاجرامي. بل أن القاعدة مؤخراً أصبحت أكثر ميولاً للتحول إلى ظاهرة صوتية، فقد أصدرت شريط فيديو عن محاولة اغتيال الأمير "نايف" وزير داخلية السعودية، يتجاوز وقته 45 دقيقة، وكله عبارة عن حشو كلامي لا معنى له.. كما أن بيانها الأخير المعنون (أنج علي.. فقد هلك برويز) كتبته بثلاث صفحات، كان واضحاً فيها ملل كاتبه من خلال تناقض أفكاره، وتكرار الأخرى.. ومثل هذه المنشورات الدعائية المطولة تعد سابقة جديدة، ومؤشر قوي جداً على ضعف الخبرة، حيث عادة ما تحرص التنظيمات الارهابية على الاختزال والاختصار الشديد لتتفادى قراءة أفكارها، أو تحليل نفسيتها إذا ما أسهبت في الحديث.. وهو الخطأ الذي وقعت فيه القاعدة في اليمن، ففضحت نفسها وشجعت القوات الحكومية على انتهاز الفرصة لتوجيه ضربات موجعة لتنظيمها.. أن الحقيقة الأكبر هي: أن تنظيم القاعدة الذي كان يتصيد البارجات الحربية في عمق البحر، ويقتحم أعتى السفارات الغربية دون أن تردعه تحصينات، أو تقنيات رقابية، أصبح اليوم أقصى ما يقوى عليه هو إغتيال ضباط لم يألفوا التنقل بحراسات، وإنما يذهبون بيوتهم عزلاً..!! في حين نفذ تنظيم القاعدة عمليتين ضد موظفي السفارة البريطانية، لم يمس من خلالهما شعرة من أحد منهم، بل ظهر من خلالهما ضعيفاً، يفتقر للخبرة وحتى مهارة التصويب.. وكل تلك المؤشرات تؤكد أن تنظيم القاعدة خسر أهم وأفضل عناصره، ولم يعد هناك فرقاً كبيراً بينه وبين أي مجاميع مسلحة تنفذ قطاع قبلي..!!