حذر رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس-كان مسؤولي البنوك المركزية من أن الانتعاش الاقتصادي العالمي "في خطر" في حال إخفاق الاقتصاديات الرئيسية في العالم بالعمل معا والتنسيق فيما بينها، وذلك وسط تصاعد المخاوف مما بات يُعرف ب "حرب العملات العالمية"، وذلك خلال كلمته التي ألقاها في الجلسة الختامية لاجتماع عُقد اليوم الاثنين 18 تشرين الأول في شنغهاي بحضور مسؤولون ماليين بارزين من قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا والأمريكيتين. ووفقاً لموقع "الجزيرة نت" أكد شتراوس أنه "يجب الحفاظ على روح التعاون، فبدون ذلك، سيكون الانتعاش في خطر." وأضاف المسؤول الدولي قائلا: "نواجه اليوم خطر انحلال الفرقة الوحيدة التي روَّضت الأزمة المالية وخطر تحولها إلى أصوات ناشزة تصدر نغمات متنافرة مع نزوع الدول بشكل متزايد للعمل بشكل منفرد. إن هذا سيجعل بالتأكيد الجميع أسوأ حالا". وقد أعقب مؤتمر شنغهاي الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي بواشنطن في وقت سابق من الشهر الجاري، حيث ناقش مسؤولون وخبراء ماليون سُبل تعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي الذي يعاني أسوأ ركود مر به منذ الحرب العالمية الثانية. كما جاء المؤتمر أيضا قُبيل اجتماع وزراء مالية "مجموعة الدول العشرين" في كوريا الجنوبية الأسبوع الجاري، حيث يُتوقع أن تهيمن على جدول أعمال المؤتمر قضية إصلاح العملات العالمية، وسط مخاوف من احتمال تبني نظام الحواجز التجارية في وجه الصادرات الآسيوية المنافسة. نواجه اليوم خطر انحلال الفرقة الوحيدة التي روَّضت الأزمة المالية وخطر تحولها إلى أصوات ناشزة تصدر نغمات متنافرة مع نزوع الدول بشكل متزايد للعمل بشكل منفرد. إن هذا سيجعل بالتأكيد الجميع أسوأ حالا وجاء في بيان صادر عن صندوق النقد الدولي أن مؤتمر شنغهاي عُقد برئاسة كل من شتراوس وتشو شياوتشوان، محافظ مصرف الصين الشعبي (البنك المركزي الصيني)، ومثَّل الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) في المؤتمر المذكور كيفين وورش، عضو اللجنة الاتحادية للسوق المفتوح، وهي الجهة المسؤولة عن رسم وإقرار السياسات في المصرف الأمريكي. وقد أبلغ مستشار السياسات المالية في البنك المركزي الصيني، تشيا بين، الصحفيين المجتمعين خارج قاعة الاجتماعات أن النقاشات خلال المؤتمر تركزت على سياسات التحوُّط الشامل (ماكرو برودينشال)، والتي تُعنى بالصورة المنهجية الكبيرة لتقليص مخاطر المؤسسات المالية التي تكون عادة أضخم من أن تفشل. من جانب آخر، حذرت كوريا الجنوبية قُبيل اجتماع وزراء مالية دول "مجموعة العشرين"، والذي سيبدأ يوم الجمعة المقبل للتحضير لقمة قادة المجموعة في سيول الشهر القادم، من أن الخلافات بشأن قضية العملات تتصاعد باضطراد، وقد تقود في نهاية المطاف إلى نوع من الحمائية التجارية. وكان شتراوس قد حذر في وقت سابق من الشهر الجاري من أن حروب العملات العالمية تشكل "تهديدا حقيقيا" للانتعاش الاقتصادي العالمي. ففي مقابلة مع بي بي سي في الثامن من الجاري، قال شتراوس إن النزاع بشأن العملات أظهر أن دول العالم لا تتعاون كما كانت تفعل خلال الأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد العالي في الوقت الراهن. وقال شتراوس إن هناك ثمة دلائل على أن بعض الدول تحاول استخدام عملاتها الوطنية "كسلاح"، مضيفا بقوله: "إن استعداد الدول للعمل معا، الأمر الذي كان قويا جدا في ذروة الأزمة المالية، لم يعد قويا اليوم". انتقادات للصين كما وجهت الولاياتالمتحدة وأوروبا خلال الأسابيع الماضية انتقادات حادة للصين بشأن تقدير عملتها اليوان بأقل من قيمتها الفعلية. واضطرت اليابان أيضا للحد من ارتفاع قيمة عملتها الوطنية الين. وجهت الولاياتالمتحدة وأوروبا خلال الأسابيع الماضية انتقادات حادة للصين بشأن تقدير عملتها اليوان بأقل من قيمتها الفعلية. وكانت الولاياتالمتحدة في طليعة الدول التي وجهت انتقادات للسياسة الخاصة بالعملة الصينية، إذ قالت "إن الصين تبقي على عملتها منخفضة بشكل مصطنع من أجل دعم صادراتها وايذاء المنافسين في الولاياتالمتحدة".
بدوره، حذر وزير المالية الهندي، براناب موكيرجي، من أن "الخلل القائم في الاقتصاد العالمي قد أصبح أمرا لا يمكن التحكم به". لكنه حث الاقتصادات الكبرى في العالم على تجنب المواجهة من أجل تجنب حرب العملات.