من المتوقع أن تسيطر مسألة أسعار صرف العملات أو ما بات يعرف ب"حرب العملات" على نقاشات وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية في مجموعة العشرين خلال اجتماعاتهم اليوم الجمعة 22 تشرين الأول في غيونغجو بكوريا الجنوبية لبحث أوضاع الاقتصاد الدولي، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال". وتعد اللقاءات التي بدأت اليوم الجمعة تمهيدا لاجتماع قمة العشرين المقررة في 11 و12 نوفمبر/تشرين الثاني بالعاصمة الكورية الجنوبية سول، التي ستبحث وضع قواعد جديدة للحد من المخاطرة في النظام المصرفي العالمي، وإجراء إصلاحات في صندوق النقد الدولي بهدف تعزيز موقع الدول الصاعدة، حسبما أفاد موقع "الجزيرة نت". وتشير مسودة بيان ختامي للاجتماع الوزاري إلى أن الدول العشرين تتعهد ب"الامتناع عن أي تخفيض تنافسي في سعر عملاتها"، وتقوم إستراتيجية تخفيض أسعار العملات على التلاعب بأسعار الصرف لحفز الاقتصاد ولو على حساب التعاون الدولي. وجاء في المسودة كذلك أن الدول العشرين "ستتجه إلى نظام تقوم السوق فيه بتحديد سعر صرف العملات". وتواجه والصين -التي لم يأت البيان على تسميتها- ضغوطا متزايدة من قبل شركائها التجاريين وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدة لدفعها إلى رفع سعر عملتها مقابل الدولار بوتيرة أسرع مما تقوم عليه الآن. الاستهلاك الأميركي وقبيل الاجتماعات دعا وزير الخزانة الأميركي تيموثي غيثنر نظراءه في المجموعة إلى "إعادة التوازن" للاقتصاد العالمي من خلال العمل على تخفيض الاعتماد على الاستهلاك الأميركي. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة وول ستريت جورنال قال إنه سيقترح قواعد عادلة لأسعار العملات. وحض الوزير الأميركي الدول التي تسجل فائضا في الميزان التجاري على إصلاح سياساتها النقدية حفاظا على النمو العالمي، في رسالة وجهها إلى مجموعة العشرين. كما حث غيثنر دول المجموعة على العمل على خفض فائضها أو عجزها إلى نسبة معينة من إجمالي الناتج الداخلي خلال السنوات المقبلة. ودعا الدول التي تسجل عجزا كبيرا لحفز الإدخار الوطني من خلال اعتماد "أهداف ضريبية ذات مصداقية على المدى المتوسط" وزيادة صادراتها. وقال إن على الدول التي تسجل فائضا متواصلا أن تجري إصلاحات بنيوية وضريبية وعلى صعيد سعر صرف عملتها لتعزيز موارد النمو الداخلية ودعم الطلب العالمي. مسيرة تأييد وعلى غير المعتاد في مثل هذه الاجتماعات, نظم نشطاء كوريون جنوبيون محافظون مسيرة في قلب سول تأييدا لقمة مجموعة العشرين. ويرى هؤلاء الناشطون أن احتضان بلادهم لهذه القمة يشكل احتفالا قوميا, وأنه يتعين أن تنجح. وعادة ما تشهد هذه النوعية من القمم الاقتصادية الكبرى احتجاجات شعبية يشارك فيها ناشطون مناهضون للعولمة.