اذا كنت ما زلت مترددة في الالتحاق بأحد الاندية الرياضية لاسترجاع رشاقتك المفقودة خلال فصل الشتاء، فدفء فصل الربيع قد يكون عاملا مشجعا لوضع نهاية للتردد والكسل، خصوصا ان الاندية الرياضية تعرف اقبالا كبيرا عليها خلال هذه الفترة استعدادا لفصل الصيف حيث يرغب الجميع في الظهور بجسم رشيق، ولا مجال لإخفاء أي زيادة بملابس سميكة وواسعة. لكن الالتحاق بناد رياضي متخصص في الرشاقة ليس قرارا سهلا كما قد يتبادر الى الذهن، إذ قد تتحول التجربة الى كابوس او معاناة اذا لم تحسني الاختيار. فالخبراء يقولون انه لا بد من الاخذ بعين الاعتبار عددا من الشروط التي قد تغفلين عنها. فقد حكت لنا فتيات ونساء عن تجارب سيئة لهن مع نواد رياضية التحقن بها من اجل الاسترخاء والاستمتاع بممارسة التمارين الرياضية على ايقاع نغمات موسيقية تزيد من حماستهن، الا ان الامور لم تكن تماما كما تصورن. فالنادي تحول الى مكان للمشاجرات بين المنتسبات وافتعال المشاكل لأتفه الاسباب، كما ان بعضهن لا يتورعن عن اطلاق التعليقات الساخرة على الاخريات، خصوصا البدينات منهن، اللواتي لا يستطعن بسبب اوزانهن الثقيلة التحرك، وأداء التمارين المطلوبة منهن. ومن الامور التي تثير التذمر ايضا، وقد ترغم الكثيرات على الاستغناء عن النادي والرياضة، مشكلة النظافة، خصوصا أن بعض النساء يتعاملن مع هذه النوادي وكأنها حمامات شعبية، فيحضرنها وقد وضعن خليطا لتغذية شعرهن مكونا من الحناء والاعشاب وأحيانا الثوم، الذي تزكم رائحته الأنوف بفعل الحرارة. واكدت لنا مدربة باحد الاندية الرياضية في الرباط هذا الامر بالقول: «لا يمكن ان نطلب من المنتسبات شهادة حسن السلوك والسيرة قبل الالتحاق بالنادي، فللاسف تأتي بعض الفتيات والنساء، ليس بغرض ممارسة التمارين الرياضية، بل بغرض افتعال المشاكل والدخول في مشاجرات، وقد اضطرت ادارة النادي الى منع بعضهن من الدخول بعدما تكررت الشكاوى الموجهة اليهن، خصوصا بعد ان وصل الامر في بعض الحالات الى الاشتباك بالايادي». واضافت المدربة ان البعض يلتحقن بالنادي لملء وقت الفراغ لا غير، ويقضين معظم وقتهن في التسلية والثرثرة، الامر الذي يتسبب في ازعاج الاخريات اللواتي يأتين لممارسة الرياضة بجدية «ونحن لا نستطيع ان نفرض «انضباطا عسكريا»، فالرياضة متعة قبل كل شيء، وتمارس للترفيه عن النفس، لكن من دون استهتار». ولتفادي مثل هذه المشاكل، التي قد تحول تجربتك الى كابوس، وتحرمك من استعادة رشاقتك في اجواء مريحة وصحية، لا بد من الاخذ بعين الاعتبار مجموعة من الشروط التي قد تساعدك على اختيار الفضاء المناسب الذي يوفر اجواء حماسية، عوض ممارستك التمارين الفردية في المنزل التي قد لا تستطيعين المداومة عليها، في غياب مشاركة الآخرين. قبل اداء رسوم الاشتراك في النادي الرياضي، تأكدي من انه يوفر اجواء صحية للمنتسبات، فنظافة المكان، والأجهزة المستعملة امر اساسي، فقد يتسبب اهمال هذا الجانب في انتقال بعض الامراض، ولا بأس من سؤال بعض المنتسبات القديمات عن هذا الامر وغيره من الأمور التي قد تسبب لك الازعاج. لا تغفلي السؤال عن كفاءة المدربات. فأداء تمارين الرشاقة لا يخضع لحركات عشوائية كما يعتقد البعض، بل يحتاج الى دراية وخبرة. وحسب ما يؤكد المختصون فان عدم اداء التمارين بالشكل المطلوب قد يسبب لك بعض الآلام، ينصح بعدم التهاون بشأنها، والتوقف عن ممارسة تمارين الرشاقة اذا ما شعرت بها. لا يغرنك ثمن الاشتراك. فاذا كان النادي يفرض رسوم اشتراك عالية، فهذا لا يعني ان الخدمات تكون في مستوى جيد دائما. كما لا تجري وراء ناد مشهور يرهق ميزانيتك، فقط لأنه يوجد بحي راق، وابن اختيارك على امور منطقية ومعقولة. من المشاكل الأخرى التي تعاني منها العديد من النساء شعورهن بالملل بعد مدة من الالتحاق بالنادي الرياضي، حيث يفتر حماسهن، بسبب تكرار نفس التمارين والحركات، فينقطعن عن الذهاب، وهذا يسبب لديهن الشعور بالذنب، لتفادي الوقوع في هذه المشكلة، ينصح الخبراء بعدم الانقطاع كليا عن التمارين الرياضية، وذلك بممارستها في الهواء الطلق نهاية كل اسبوع بتنسيق مع ادارة النادي، فهذا التغيير سيكون مفيدا جدا، وستشعرين بتحسن كبير في المزاج. الشرق الاوسط