نظم المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجات المستقبل (منارات) اليوم امسية ثقافية بعنوان " الاستشراق الالماني في المشرق العربي قراءة فكرية لمرتضى الزبيدي وعصره" . وفي الامسية تطرق عميد كلية الدراسات الشرقية بجامعة بوخوم الألمانية البروفسور شتيفان رايشموث ورقته الى ما تناوله الباحثون المستشرقون حول التراث الفكري لتعريف الشرق وتصوره والتشديد على الاختلاف بين الشرق والغرب وتمهيد الطريق للسيطرة والهيمنة على دول ومجتمعات الشرق الاوسط واجزاء اخرى من افريقيا واسيا . وأشار البروفسور رايشموث الى ظهور تراث من البحث الاكاديمي حول المجتمعات الاسلامية وتاريخها وثقافتها في المانيا وعدد من البلدان الأوروبية وتطوره مع التوسع الامبراطوري واجندته السياسية إلا انه اسس اطاراً لمناهج البحث وللتفسير ابعده عن التلاعب المباشر للقوى السياسية الاقتصادية . ولفت الى ما شهدته سبعينيات القرن المنصرم من اهتمام بالدراسات الشرقية الاكاديمية وتطوير البرامج المتداخلة الاختصاصات والمؤسسات لدراسة المناطق في هذا الميدان بالاضافة الى الدور المتنامي في هذا الحقل الذي مارسته الفروع المعرفية كالجغرافيا والعلوم السياسية والقانون وعلم الاقتصاد. وأعتبر ان ازدياد الاهتمام بالشرق الأوسط المعاصر قد يؤدي الى تهميش البحث الفيلولوجي والثقافي "المستقل" ، لافتاً إلى أن ظهور الحركات السياسية الاسلامية غير هذا المنحى كما اوجد طلبا على الاختصاصيين في حقول التراث الديني والثقافي الاسلامي وعلى الخبرة الخاصة في المجتمعات المسلمة في اجزاء مختلفة من العالم بالاضافة الى نمو الجاليات المسلمة في المانيا مع وجود عدد كبير من الطلاب المسلمين. وقال : نظرا لعدم وجود هيكل قانوني ومؤسساتي اسلامي معترف به في معظم اجزاء اوروبا ونظرا للتعبير الاخلاقي اكثر مما هو قانوني عن الدين الذي يسود بشكل كبير في المجتمعات الاوروبية فإن المظاهر الاخلاقية والرمزية للشريعة قد اكتسبت اهمية بين اقلياتها المسلمة ، مشيراً الى ان تطور الجاليات المسلمة في اوروبا سيكون له اهمية متزايدة في البلدان الشرق اوسطية . اثريت الامسية بالعديد من المداخلات المستفيضة من قبل المشاركين من اكاديميين ومهتمين وباحثين.