حطمت إحدى الشقق التي عرضت للبيع في موسكو في عام 2010 رقماً قياسياً، اذ عرضت للبيع مقابل 1,2 مليار روبل (40 مليون دولار)، إلا ان هذا السعر لا يعد الحد الأقصى الذي يمكن ان تبلغه أسعار الشقق في العاصمة الروسية، اذ يؤكد المختصون ان أسعار العقارات، وخاصة في الأحياء الراقية مهيأة للارتفاع في العام القادم. وتشير التقارير الى ان هناك أكثر من 20 عرض لبيع شقق يتجاوز ثمنها 40 ألف دولار مقابل المتر المربع، كما يوجد قرابة 100 شقة معروضة للبيع مقابل أكثر من 30 ألف دولار، كما تشير الى ان اسعار الشقق في حوالي 100 عمارة راقية بالعاصمة الروسية ارتفعت في العام الحالي بنسبة 12,6% قياساً للسنة الماضية. لكن يؤكد الأخصائون في هذا المجال على هذه الأسعار لا تعد انعكاساً لطبيعة أسعار الشقق في موسكو، مع التأكيد على ان هذه الحالات استثنائية، اذ ان نسبة الشقق التي يزيد سعرها عن 25,000 دولار لا تتجاوز 6 – 7% في موسكو. كما تؤد التقارير والإحصاءات ان الأسعار الأكثر انتشاراً في موسكو مقابل المتر المربع الواحد تتراوح بين 10 الى 20 ألف دولار، وتمثل حوالي ثلثي الصفقات في مجال العقارات. وقد قامت إحدى الشركات العاملة في هذا المجال برصد الشقق الأغلى في موسكو للعام المنصرم، ونشرت لائحة من 5 شقق، جميعها في مركز المدينة. فبعد الشقة التي تبلغ مساحتها 1,04 ألف متر مربعاً والتي احتلت بالمركز الأول بقيمة مقابل 40 مليون دولار، جاءت الشقة الثانية بمساحة 270 متراً مربعاً وعرضت للبيع لقاء 30 مليون دولار. هذا وحلت في المرتبة الثالثة شقة تزيد عن مساحة سابقتها بأكثر من الضعف، قيمتها 25 مليون دولار. وجاءت في المرتبتين الرابعة والخامسة شقتان في إحدى عمارات ال "بنت هاوس"، بلغت مساحتهما 508 و760 متراً مربعاً، قيمتهما 22,08 مليون روبل و19,778 مليون روبل على التوالي. ولم يفصح موظفو الشركات العقارية في موسكو عن هوية أي من الأثرياء الذين من الوارد انهم قد اشتروا اي من هذه الشقق، كما لم يلقوا الضوء على أية معلومات من شأنها ان تؤكد او تنفي إتمام أية صفقة من صفقات البيع الخمس، وذلك انطلاقاً من ضرورة الحفاظ على السرية التامة، كما يطلب أصحاب الشقق باهظة الثمن في الأغلب. وتطرق المختصون الى الذوق العام ورغبات أصحاب القدرات المالية الكبيرة بالإشارة لى انها لم تتغير، وذلك فيما يتعلق بالأحياء التي يرغبون في العيش بها والميزات التي يجب ان تتمتع بها، مثل الموقع بالنسبة لشروق للشمس وطريقة تقسيم الغرف، بالإضافة الى توفر مواقع لأكثر من سيارة للشقة الواحدة، وهي الأمور التي تشكل الدوافع الأهم لاختيار هذه الشقة او تلك، دون الاكتراث كثيراً لسعر العقار. وغالباً ما يود ممثلو ال "دولتشي فيتا" باقتناء شقق فيما أصبح يُعرف بالميل الذهبي، وهي المناطق الأرقى في العاصمة الروسية. واذا كانت هذه المتطلبات هي الشئ الثابت في رغبات الأثرياء الروس، فإن التغيير قد طرأ على أمور أخرى، أهمها التخلي عن الشقق ذات الطابع الأقرب الى القصور، التي كان أصحاب الملايين يحرصون على شرائها في تسعينات القرن الماضي. فقد بدأ الأغنياء الروس يبتعدون تدريجياً عن البذخ المتزايد، كما أصبح ما كان يعتبر في السابق دلالة على الذوق الرفيع دليل انعدام الذوق حالياً. ومن اللافت ايضاً ان الإقبال على الشقق الواسعة قد انخفض في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، وتزايد الإقبال على الشقق الأصغر حجماً نسبياً، اي تلك التي لا تزيد مساحته عن 150 – 200 متر مربع، وتحتوي على غرفتي نوم أو ثلاث على أكثر تقدير. ويقول أحد المراقبين لتطور الأوضاع في سوق العقارات ان "لعبة البائع والمشتري النفسية" سجلت نتيجتها النهائية لصالح الأول، بسبب فشل المشتري بتخفيض أسعار العقارات في عام 2010، كما ان الراغبين ببيع الشقق أصبحوا أكثر ثقة بأنفسهم، "فهم لا يقبلون بتخفيض الأسعار كما كان الحال عليه في العام الماضي". ويضيف انه من الممكن تفهم الدوافع التي ينطلقون منها، "فقطاع الخدمات يتعافى وان كان ببطء، كما ان وزارة المالية تعلن عن توقعات معقولة بالنسبة لارتفاع أسعار النفط والغاز". هذا ويتوقع المتابعون لاسعار العقارات في روسيا ارتفاع أسعار الشقق في المناطق الراقية بالعام القادم بنسبة 60%.