الملاحظ في الدراما اليمنية وكذلك البرامج في القنوات اليمنية أنها أصبحت أكثر وأوسع انتشاراً وحرية، فلم تعد مهنة الإخراج والتصوير ذكورية بحتة كما يتردد، بل إن المرأة أصبحت الرائدة في العديد من البرامج والمسلسلات.. حيث تعد ذكرى حميد القدسي أول مصورة في التلفزيون اليمني، وهي تطل اليوم على جمهورها من خلال الحوار التالي: في ظل مجتمع ذكوري كيف استطاعت ذكرى صناعة اسمها في مثل هذه المهنة؟ في الحقيقة سؤال ممتاز ووجيه ولكنني أعقب على سؤالك من أعطى هذه المهنة الجنس حتى تصبح ذكورية أو أنثوية، فالمجتمع هو من وضع هذا التصنيف ونحن من نكسر هذه المعتقدات التي ترسخت لدى الناس، لأن أهم الأعمال التي تتميز بها النساء يبدع فيها الرجال لو أتيحت لهم عملها، فمثلاً الخياطة مهنة نسائية بينما أشهر الخياطين ذكور، والطباخة مهنة نسائية وأشهر الطباخين ذكور وهكذا.. لكن أنت أول يمنية حملت الكاميرا على أكتافها؟ نعم أنا أول فتاة لكنني لست الوحيدة، فالآن أصبح لدي ثلاث زميلات. وكيف التحقت بقسم التصوير؟ أنا لم أدرس التصوير مطلقاً أنا في الأصل فنانة تشكيلية وخريجة معهد الفنون، ولكن كانت هوايتي التصوير ووجدت التشجيع والحمد لله أنني توفقت في مشواري. هل كنت خائقة من بداية الانطلاق كونه لا يوجد من سبقك من الناس؟ والله العظيم أنني لم أكن أعرف أنه لا توجد فتيات مصورات، فأنا دخلت هذا المجال رغبة مني فأنت تلاحظ أنه خلال الأعوام الأخيرة ظهرت زميلتنا المتألقة كريمة تركي من إب والأخرى من الحديدة في البداية أنا لم أجد أية مضايقات.. وزملائي كانوا خير عون وسند. وهل بدأت في البرامج الميدانية مباشرة؟ لالا.. أنا بدأت مع المذيعة الرائعة مايسة عبده سعيد في برنامج مباشر في قناة عدن من داخل الاستديو ثم بدأت أتنقل ما بين البرامج والمسلسلات الميدانية والمباشرة وغيرها. وأيهما اصعب؟ بالطبع لا يوجد تصوير صعب، لكن هناك برامج مرهقة كما هو في البرامج الميدانية التي تخضع لطقوس عمل معينة لكن الحب للمهنة يجعلك تستمتع بالمعاناة. طيب ذكرى كانت مصورة مغمورة وفي «أشواق وأشواك» ظهر اسمها على السطح؟ أنا بدأت من قناة عدن وفيها كانت البداية الأولى ولكن في «أشواق وأشواك» كانت لي الانفرادة في العمل مما جعل الجميع يلتفت إلى الاسم. هل كنت تتوقعين أن تسند إليك مهمة التصوير؟ والله المخرج العظيم «عبدالعزيز الحرازي» هو من كان يؤمن بقدراتي وإمكانياتي ودخل مع المنتج في تحد، فالمنتج كان يتخوف كوني امرأة ولن أستطيع أن أكمل المسلسل ولكنني كنت عند مستوى المسؤولية رغم أن العمل كان شاقاً جداً من الساعة ال3 عصراً إلى ال2 فجراً يومياً بما فيها الجمعة. أيهما يبدع أكثر في التصوير برأيك المرأة أم الرجل؟ أكيد المرأة كونها أكثر رقة وأكثر هدوءاً وأكثر محبة، فالتصوير لدى المرأة إحساس أكبر مما هو عند الرجل. هل أنت راضية بما وصلتي إليه حتى الآن؟ لا.. فأنا مازلت في بداية الطريق ومازلت أطمح وأتمنى أن تنتج بلدي اليمن مزيداً من الأفلام. ما رأيك بأفلام طلبة الإذاعة والتلفزيون؟ أفلام أكثر من رائعة شاهدنا فيها كل فنون ومتعة الدراما من تصوير ونص وإخراج ومونتاج، وأتمنى لهم الاستمرارية. التوقيع على الحوار بكلمة أخيرة؟ إن الإبداع بحاجة ماسة إلى التبني ومتى ما وجد التبني وجد الإبداع ولا إبداع بلا تبني فإن لم يوجد من يتبنى الإبداع فإنه سيموت قبل ولادته، والشكر لكم ومبروك عليكم العام الجديد والطبعة الجديدة والملونة الرائعة. "فنون الجمهورية"