في بادرة خطيرة جداً، ورداً على قرار إجراء الانتخابات البرلمانية في اليمن في وقتها المحدد دستوريا، بدأ كل من الحراك الانفصالي واللقاء المشترك تحركات لتثوير المغتربين اليمنيين من خلال عناصرها المندسة في السفارات والقنصليات، وتلك المسيطرة على بعض الجاليات اليمنية في الخارج. وتتمتع بعض هذه العناصر بصلاحيات واسعة رغم إنها لا تتمتع بالصفة الدبلوماسية، بل إنهم مجرد موظفين بنظام التعاقد الذي تم معهم من قبل بعض السفارات والقنصليات اليمنية ليعطي لهم الشرعية في صرف الموارد المالية وتبديد المال العام، رغم أن هناك سفارات وقنصليات تنبهت لهذه المؤامرة وامتنعت عن توظيف هذه العناصر- كما حصل مع السفارة اليمنية في بريطانيا (لندن) عندما حاول الانفصاليون توظيف زوجة "لطفي شطارة" في السفارة. وقد حضيت هذه العناصر بفرصة الاطلاع على أسرار السفارات كاملة، فيما بعضهم تجاوز صلاحيات القناصل، وأحياناً السفراء اليمنيين في تدخلهم بشئون الجاليات اليمنية، وتنصيب أنفسهم أوصياء على العمل الدبلوماسي كاملاً، وسط استغراب المغتربين كيف تكون الأماكن الحساسة بيد أشخاص تم التعاقد معهم من العمالة المقيمة في البلاد التي توجد فيها السفارة، ولا يحملون أية صفة دبلوماسية، في الوقت الذي أصبح لهم حق الاطلاع على كل شيء قبل إن يطلع عليه القناصل أو السفراء أنفسهم، بل أعطوا لأنفسهم الحق في إصدار التوجيهات والأوامر.
ويتساءل المغتربون: كيف لنا إن نحمي وحدتنا الوطنية وسفاراتنا مخترقة من قبل هذه العناصر المعادية للوطن والتي ترصد كل تحركات البعثات الدبلوماسية وكل ما يجري في أروقة السفارات لتضعها في أيدي عناصر الحراك المتواجدين في الكثير من الدول؟ ومن الملفت أيضاً إن أشخاصاً مسئولين عن إدخال المعلومات الأمنية في بعض السفارات اليمنية إلى النظام الآلي هم موظفون عاديون تم التعاقد معهم بنظام الأجر الشهري وبعضهم يتبعون عناصر الحراك الانفصالي واللقاء المشترك وليست لهم صفة رسمية. وهذه هي الخطورة الكاملة في اختراق البلاد امنياً.. كيف نحمي أمننا الداخلي ونصون دماء أبنائنا، ونحن لا نحافظ عليه من اصغر الأشياء ومن هذه الزاوية يتم تسلل العناصر الإرهابية اليمن؟ ووجه المغتربون تساؤلاتهم إلى كل من يهمه أمن اليمن: هل يجوز أن يكون العاملين في وزارة الداخلية وفي الهجرة والجوازات ومصلحة الأحوال الشخصية أناس عاديين يتم التعاقد معهم من الشارع دون إن يكونوا قد تم تدريبهم على العمل الأمني، كما هو حاصل في سفاراتنا بالخارج إذن ما هو السر وراء ترك هذه الأحزاب وعناصر الحراك تسرح بالطول والعرض في أهم الأماكن حساسية، وتدير الأزمات، وتنشط حراكاً داخل صفوف الجاليات اليمنية من خلال النشاط الملحوظ للعناصر المندسة من قبل الحراك الانفصالي وتساعدها عناصر من اللقاء المشترك المتنامي بثقله داخل بعض السفارات اليمنية. وهذه العناصر التي تعمل بأقنعة توحي بإنها وطنية ومع الوطن ووحدته وتخفي ورائها الوجوه الحقيقية للحراك الانفصالي بدأت من وقت مبكر جداً في رص صفوفها والعمل بيد واحدة بعد أن تلقت توجيهات من قياداتها لتحريض المغتربين ضد الدولة وزعزعة الثقة بين المغتربين والدولة. والسؤال هنا: هل يبادر الأخوة وزراء الداخلية والخارجية لتصحيح الخلل داخل السفارات اليمنية من خلال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وإعطاء كل العمل الدبلوماسي إلى موظفين رسميين تابعين للخارجية والداخلية اليمنية..!؟ نتمنى إن يكون كل الموظفين دبلوماسيين وليس متعاقدين، وأن يكونوا من وزارة الداخلية اليمنية بالتحديد حتى نضمن عدم اختراق أمن السفارات وامن اليمن؟ فما يجري في اليمن اليوم من تخريب وقتل وإرهاب هو نتاج مثل هذه التصرفات غير المسئولة.