قالت المفوضية السامية العليا للاجئين – ومقرها جنيف- أن أعداد المهاجرين الذين تم تهريبهم من الصومال الى اليمن ارتفعت خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري بصورة حادة لتصل الى أكثر من (10.500) مهاجراً من الصوماليين والأثيوبيين ممن جازفوا بالسفر بحراً ضمن رحلات محفوفة بالمخاطر، مشيرة الى أن المئات منهم تم القذف بهم الى عرض البحر تحت وطأة تهديد السلاح من قبل المهربين، ولقيوا مصرعهم غرقاً. وأشار تقرير نشرته الأممالمتحدة أمس الاثنين الى أن العدد الإجمالي للصوماليين ممن تم تسجيلهم خلال العام 2005م في اليمن وصل الى حوالي (13.400) لاجئاً ، وأنهم لجأوا الى اليمن هروباً من الصراعات الدامية، والفقر، والجفاف الذي يجتاح بلادهم مجدداً. وأوضح التقرير- استناداً لمفوضية اللاجئين- أن نحو (100) لاجئ يومياً كانوا يحاولون العبور من الصومال الى اليمن خلال الفترة (سبتمبر 2005م – مارس 2006م)..وأن المفوضية أحصت خلال ستة أيام فقط من شهر يناير المنصرم نحو (22) زورقاً شراعياً صغيراً وصلت شواطئ اليمن، منوهاً الى أن أجرة تهريب الشخص الواحد تتراوح ما بين (30 – 50) دولاراً، وغالباً ما يحشر الناس بكثافة في هذه الزوارق الصغيرة، مع شحة في الطعام والماء في رحلة في عرض البحر قد تستغرق (35) ساعة. وأضاف: في مطلع الشهر الجاري قالت المفوضية أن نحو (39) جثة معظمها لصوماليين وإثيوبيين تم العثور عليها قرب "بلحاف" في اليمن؛ وأن الناجين قالوا أن هؤلاء لقوا مصرعهم إثر إرغامهم تحت تهديد السلاح بالقفز الى عرض البحر بعد تعرض الزورق الى عطلات فنية. علاوة على أن هذه الرحلة تضمنت (6) قتلى من بين (65) مهاجراً، والقذف ب(14) آخرين الى عرض البحر. وأكد التقرير: أن مثل هذه المعدلات من الخسائر ليست غير مألوفة في ظل تكرر حوادث وجود أناس موثوقي الأيدي، وآخرين يلقون بالبحر، عندما يحاول المربون تفادي إلقاء القبض عليهم، فيما يبقى آخرون لعدة أيام بالنزر من الطعام والماء. وأشار الى أنه من الصعب التحقق من الأرقام الحقيقية، إذ أن الأممالمتحدة تؤكد أن عدد القتلى خلال شهري يناير وفبراير من العام الجاري حوالي (262) قتيلاً، وأن العدد منذ سبتمبر 2005م قد يصل (1000) شخص. ونوه التقرير الى أنه حتى عندما تصل هذه الزوارق الى السواحل اليمنية فإن المهربين يجبرون حتى الأطفال على السباحة الى الشاطئ ليتفادوا الوقوع بقبضة السلطات اليمنية، في الوقت الذي هناك العديد من المهاجرين والأطفال لا يستطيعون السباحة، الأمر الذي يتسبب بغرقهم. وخلال الربيع فالت السلطات في "بونتلاند" – شمال شرق الصومال- أن ما بين (200 – 300) أثيوبياً يصلون يومياً الى مدينة "بوساسو" بحثاً عن الهجرة الى اليمن – بحسب التقرير- وأن أعداد كبيرة منهم يمكثون طويلاً في ذلك المكان نظراً لعدم حيازتهم على المبالغ التي سيدفعونها للمهربين؛ وبالتالي فإن ما بين (3000 – 4000) أثيوبي يقيمون في "بوساسو" ذات الحالة المزرية.