أعلنت مصادر اخبارية يوم الاثنين 17 يناير/كانون الثاني مقتل مواطن تونسي برصاص قناصة في مدينة بنزرت شمال تونس ، فيما قامت قوات الامن التونسية بتفريق مظاهرات في تونس العاصمة، مستخدمة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، حيث خرج الاف المواطنين في مظاهرات في العاصمة والرديف والحامة والقصرين، احتجاجا على مشاركة الحزب الحاكم في تشكيل الحكومة الجديدة. من جهة أخرى وعد محمد الغنوشي رئيس وزراء تونس بالاعلان عن حكومة ائتلافية جديدة يوم الاثنين، وتعهد بالعمل السريع من أجل ملئ الفراغ في السلطة بعد تكليفه بتشكيل الحكومة من طرف رئيس تونس بالوكالة، فؤاد المبزع. ودعا الى التزام الهدوء بعد أن اشتبكت قوات الامن مع رجال أمن الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وتجوب قوات الجيش شوارع العاصمة ومدن أخرى في محاولة لاستعادة الأمن. وأدت أعمال العنف التي استمرت على مدى أيام إلى قطع الإمدادات عن المحلات التجارية ومحطات البنزين وهو ما نتج عنه نقص في مواد التموين الأساسية. وخاض الجيش التونسي معركة شرسة حتى وقت متأخر من مساء أمس الأحد ضد حرس الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في محيط قصر قرطاج بالعاصمة التونسية في أعقاب القبض على قائد أمن الرئاسة علي السرياطي. وأفادت تقارير أن وزيري الداخلية والخارجية في الحكومة السابقة سيحتفظان بمنصبيهما. بينما سيحصل نجيب الشابي أحد أقطاب المعارضة على منصب وزير التنمية الاقليمي ومصطفى بن جعفر، معارض آخر ورئيس اتحاد الحرية والعمل على منصب وزير الصحة، وأحمد إبراهيم رئيس حزب التجديد على وزارة التعليم العالي. من ناحية اخرى نفى البنك المركزي التونسي الاثنين ان تكون ليلى زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي استولت على 1,5 طن من سبائك الذهب قبل ان تفر الى الخارج، تعليقا على معلومات اوردتها صحيفة "لوموند" الفرنسية. وقال مصدر رسمي في البنك لوكالة فرانس برس "ان احتياطي الذهب لدى البنك المركزي التونسي لم يلمس في الايام الاخيرة". واضاف "كما ان الاحتياطي من العملة الاجنبية لم يلمس هو الاخر وبلادنا لديها قواعد صارمة في هذا المجال" مؤكدا ان حاكم البنك المركزي "لم يستقبل في الايام الاخيرة لا ليلى (الطرابلسي) ولا بن علي". وكانت صحيفة لوموند الفرنسية اوردت الاثنين ان "قصر الاليزيه يشتبه بان عائلة بن علي هربت من تونس ومعها طن ونصف طن من الذهب". واضافت الصحيفة ان الرئاسة الفرنسية "تستند الى تقاطع معلومات لاجهزة الاستخبارات الفرنسية" التي "تسعى لتبين كيف انتهى يوم الجمعة 14 كانون الثاني/يناير الذي شهد رحيل الرئيس وعائلته وسقوط نظامه". وذكرت نقلا عن اجهزة الاستخبارات الفرنسية ان ليلى الطرابلسي "زارت البنك المركزي لاخذ سبائك الذهب". واضافت المصادر ان حاكم البنك المركزي رفض تسليمها ما تريد في بادئ الامر غير انه عاد ورضخ لضغوط بن علي نفسه الذي اتصلت به زوجته. ثم اتجهت ليلى الطرابلسي اثر ذلك جوا الى دبي، بحسب معلومات فرنسية، قبل ان تتجه الى جدة. وقال مسؤول فرنسي "يبدو ان زوجة بن علي غادرت ومعها الذهب" ونقلت لوموند عن مصدر انها استولت على "طن ونصف الطن من الذهب، ما يوازي 45 مليون يورو". ولم تتضح بعد ملابسات مغادرة الرئيس المخلوع من تونس. علما ان في أعقاب اطاحته الجمعة الماضية، قام تونسيون ثائرون بعمليات سلب ونهب لقصوره في المنتجعات السياحية بتونس، كما قام مجهولون بقتل رجل الأعمال عماد الطرابلسي، ابن شقيق ليلى الطرابلسي الذي يعتبر رمزا من رموز الفساد في تونس.