من هنا حيث التقدم والعمران... من العاصمة الماليزية، أعظ على ألمي وحسرتي لما آل إليه حال اليمن الحبيب.. الشاهد ها هنا هو كيف تصنع الإرادة والعلم والعزيمة وحب الوطن الشي من لاشي.. عشرون عاما فقط هي التي صنعت ماليزيا وجعلتها رقما قياسيا في العالم لتخرج من بطن الغابات وحشائش البساتين أبراج عالية وجسور وطرق سير وأماكن ترفيهية وسياحية و و و.. ترى ماذا تستطيع حضارات سبا وحمير واوسان أن تصنع أمام حضارات مهاتير واقونق وعمالقة ماليزيا.. لا شي أليس كذلك؟؟ بل أن التفاخر بالأنساب والأجداد لا يجدي نفعا ولا يصنع تاريخا إن لم يؤخذ بعين الاعتبار ويستفاد منه.. أنا لا أقول أن الحضارات اليمنية والأنساب القديمة لا جدوى منها أو أن تفاخرنا بها ليل نهار خطا.. ولكن الخطأ والعيب أن نجعلها مزارات وأماكن نقضي فيها أوقات فراغنا أو صور نعلقها على حيطان الغرف وأروقة المنازل.. بل إنها الأصل كله ولكن حينما تدرس ويستفاد من كل تلك التجارب السابقة وتطوريها واللحاق بالركب الذي سبقنا بأميال.. إذا من هذه اللحظة لنفتش في أنفسنا ونعود قليلا ونتساءل؟؟ ما الذي ينقصنا عن كل بلدان العالم؟؟ ما الذي يعيبني أنا شخصيا في أن أصبح إنسانا ذو قيمة إنسانا منتجا لا مستهلكا فقط.. لم لا نغير من أفكارنا التي صدئت لما لا ننشط عقولنا التي نخرها الدود وأصبحت فارغة لا تفكر ولا تعمل.. ما الذي حدث يا ترى؟؟؟ لم لا أبدل أفكار التخريب والهدم إلى أفكار بناء وتشييد؟ لم لا أغير نزعة المناطقية والطائفية والقبلية إلى شعور الجسد الواحد والانتماء إلى الوطن الكبير اليمن؟؟ لم لا اجعل كل همي في أن ارتقي باليمن واترك كلمات الإحباط وابعد عني مقولة ما استطيع أنا وحدي أن افعل في ظل انتشار الفساد؟ إذا القرار متروك لكم واخص هنا بالذكر الشباب مصداقا لقول الحبيب "نصرني الشباب وخذلني الشيوخ".. أما أن نسابق الأمم التي تعدو كالريح أو أن نزحف كالسلحفاة ونظل كالمقولة الشهيرة "محللك سر" .. هذه أحاسيس محب وخواطر إنسان ملم بحجم المسؤولية وعظم المصيبة وقلب يمني واحد فلا تدعوها تذهب أدراج الرياح بل لا بد من أخذها بعين الاعتبار والتفكير بعمق بما يجب أن نفعل سواء على مستوى الفرد أو المجتمع.. رسالة من شرفات البرج التوأم..