قال شكسبير (لا تطلب الفتاة من الدنيا إلا زوجا، فإذا جاء طلبت منه كل شئ).. وقال بارناردشو (تقلق المرأة على المستقبل حتى تجد زوجاً، ولا يقلق الرجل على المستقبل إلا بعد أن يجد زوجته). الزواج تلك المؤسسة الضخمة تبدأ من الاختيار الصحيح لشريك الحياة.. واختيار شريك الحياة يختلف من شخص إلى آخر، فمعظم الرجال يفضلون الجمال والمواصفات الشكلية تأتي عندهم أولاً، بينما البنات يفضلن أن يكون رجلا بمعنى الكلمة يستطيع تحمل مسؤولية الحياة الزوجية.. فان لم تعد صورة فارس الأحلام على حصان ابيض تغري الفتيات كما في الماضي بل تغيرت الصورة وأصبحت الفتاة تطالب بأكثر من رجل وسيم غني.. بل أصبحت تطلب رجلاً يحتويها.. ففي العصر الحالي عصر السرعة، عصر العلم والتكنولوجيا أصبحت الفتاه أكثر تحديداً لفتى الأحلام... فتى أحلام واقعي جاد صبور شهم.. لم يعد المظهر يهمها بقدر ما يهمها الجوهر، ولا يهمها المال (فنحن سنكافح ونصنع مستقبلنا معاً)- كما قالت (سمية).. وقد قيل أن علماء الأحياء قالوا: (إن سر انجذاب المرأة إلى الرجل هو أن الإناث يبحثن فطرياً عن الشريك الذي يؤمن لهن حاجات الأسرة). بناء على ما تقدم يبرز السؤال المهم ما هي مواصفات فارس أحلام البنات؟ وما هو أساس اختيار شريك الحياة؟؟ بدأنا مع (أسماء حميد) ولم تستطع أسماء إخفاء خجلها وهي تتحدث عن فارس أحلامها، وأشارت بيدها أين هو؟؟؟ بلهجة صنعانية!! ثم قالت عمري 26 سنه أنهيت دراستي الجامعية وانتظرت العريس الذي لم يأت بالرغم من أن الخطاب كانوا كثيرون حتى أنهيت المرحلة الثانوية.. ولكن منذ بدأت دراستي الجامعية وحتى اليوم لم يتقدم احد فالكل يخاف من الفتاة الجامعية.. يعتقدون أنها قوية ولا يمكن السيطرة عليها... أكملت صديقتها (حنان) كلامها مؤكدة بأن الشباب يخافون الجامعية بينما الرجال الكبار في العمر وأصحاب المراكز والأموال يفضلونها جامعية لزوم الزنطة والبرستيج... والعيب الوحيد أنها لن تكون الأولى كما انه سيكون أكبر منها بكثير وقد تضطر الفتيات للموافقة ليس كما يقال من اجل المال أو المركز.. بل من اجل تلحق تجيب لها نونو قبل ما يفوتها قطار الزواج والإنجاب..!! لم تستطع (أماني) الكلام بسبب وجود والدتها، وعندما بادرناها بالسؤال ردت والدتها قائلة: (ماذا تريد البنت أكثر من رجل ابن حلال يصونها ويقدرها ويحترمها... اسألي أماني لقد تقدم لها ابن شيخ كبير ومستعد أن يدفع الملايين لنا مهر أماني، ولكني رفضت رغم اعتراض عماتها وخالتها!! فنحن نزوج بناتنا ولا نبيعهم خصوصاً انه معروف للأسف انه مزواج... خلي بنتي عندي أحسن حتى يأتي ابن حلال. وفي كلية اللغات قسم اللغة الفرنسية بدأت البنات بالضحك قائلات فارس الأحلام..!!؟ انظري حولك ستجدين شباب تعيس متعب من كثر اتهامنا بالتحرر هل تتخيلين أن زملاءنا في القسم الفرنسي لا يرغبون في وجودنا... ويتهموننا بالتحرر...! (أمل الروني) مدرسه لغة انجليزية قالت: (فارس الأحلام وهم !! فالبنت اليمنية واقعيه جداً ولا تسلم نفسها للأحلام والخيال واعتقد أن السبب هو أن الدولة كفلت لها حقوقها وأشعرتها بأهميتها فانخرطت في الدراسة وفي العمل ولم يعد لديها الوقت لتفكر في فارس الأحلام أو تجري وراء الأوهام ولهذا تجدين أننا من اقل الدول التي نسمع عن تهديد للفتيات بالصور أو بكشف العلاقة.. فالفتاه اليمنية واضحة وصريحة وقوية. وأكدت (أنوار العدني) على كلام زميلتها مضيفة: أن الفتاه تفضل أن تتزوج رجلاً بمعنى الكلمة فلا يهمها المركز أو المال.. أما (أحلام علي) فقد كان لها رأي آخر... قالت: فتى الأحلام حلم لا يأتي وان الفتاة ليست هي من يحدد فتى الأحلام فالأب والأم والأخوان والعائلة هم من يقررون هل هو الشخص المناسب لبنتهم أم لا؟ ثم يأتي دورها وأيضا إذا كان الأهل مقتنعون انه المناسب فسيكون رأيها تحصيل حاصل... وأكملت كلامها قائلة: لقد كفل الإسلام حقوق للمرأة المسلمة وفي اليمن أعطيت المرأة اليمنية حقوقها وكفل لها حقها في التعليم والدراسة وقد وصلت إلى أعلى المناصب في الدولة فعندنا الوزيرة والسفيرة والمديرة ولكن عند اختيار الزوج... تقف العادات والتقاليد حائلاً فموافقة العائلة أولاً ثم موافقتها!!! لم تكن (نوال عامر) تريد الكلام ولكن كما قالت استفزها الموضوع نعم... استفزني تسأليني عن فتى أحلام يريدها جميله فاتنة وأنا لست فاتنة ولا جميلة وكل ما املكه قلب طيب وعائلة محترمة.. ولأني لا املك الجمال الذي يبحثون عنه فلم يتقدم احد لخطبتي..!! لم توافقها أختها (رقية) الكلام وقالت: اعتقد أن فتى أحلام البنات في عمر المراهقة يرتكز على الجمال ولكن كلما كبرت البنت تريد رجلاً ناضجاً يتحمل المسؤولية.. وقادر على إعالتها. وقد أجمعت الفتيات أن الرجل عندما يبحث عن الفتاة يبحث عن الجمال والفتاة عندما تريد زوج فأنها تفضل الرجل الواعي الذي يتحمل المسؤولية.. ولا تفضل الرجل المستهتر (اللعاب). أحلام البنات اليمنيات لا تنتهي.. وبالرغم من بساطتها إلا أنها واضحة وصريحة وتدل على وعي الفتاة اليمنية بفضل ما وفرته لها الدولة من حرية في اختيار الدراسة والعمل من جو حرية وديمقراطية.. فلا المظاهر تغريها وليس من السهل الضحك عليها.. كما أن الفتاة اليمنية اكتسبت في هذا المناخ الديمقراطي الحر والنزيه حرية الاختيار واتخاذ القرارات والوعي الذي يبرز في كل تصرفاتها.. [email protected]