يعاني ثلث المواليد من حالة الدمعة خلال السنة الأولى من أعمارهم. والتفسير الطبي لوجود مشكلة الدمعة هو إن القنوات الدمعية قبل الولادة بالرغم من أنها تكون مهيأة إلا أنها غير سالكة، نتيجة لعدم مرور الدمع خلالها حينما يكون الطفل جنيناً. أما بعد الولادة فإن الدموع تبدأ بالمرور من خلال المجاري الدمعية، ويساعدها في ذلك الجاذبية الأرضية. وبذا يتم تمدد المجرى وتسليكه بشكل طبيعي ويجري من خلاله الدمع. ويحصل انسداد المجاري الدمعية لدى الاطفال بسبب تأخر فتح مجرى القناة الدمعية وخاصة الجزء السفلي الملاصق لجدار الانف وهو ما يدعى بصمام هاسنر. ما يجب على الوالدين عمله؟ الخطوة الأولى هي اكتشاف وجود الدمعة من قبل الوالدين في عين الطفل حين عدم بكائه. وقد تكون الدمعة واضحة في عين واحدة أو نادرا في العينين معا. وينصح الوالدان بمراجعة طبيب العيون بدون تأخير، حيث يعتمد العلاج على الحضور المبكر للعيادة وإتباع إرشادات الطبيب، وإجراء التدليك (المساج) بدقة أمام الطبيب، ومن ثم في المنزل بانتظام خمس مرات باليوم. واستعمال القطرات والمرهم حسب الإرشادات. ويقوم الطبيب بفحص الطفل والتأكد من عدم وجود التهاب في العين أو المجاري الدمعية. بعد التأكد من التشخيص يصف الطبيب للوالدين الطريقة التي تساعد على فتح المجاري الدمعية وهي عبارة عن مساج المجاري الدمعية. وفي حال وجود التهاب في ملتحمة العين أو المجاري الدمعية يصف الطبيب المضاد الحيوي المناسب، وهو عبارة عن قطرات أو مرهم أو كلاهما معا حسب الإلتهاب من ناحية النوع وشدته. * خطوات التدليك * غسل اليدين بالماء والصابون جيدا. * وضع رأس اصبع السبابة في ركن العين على جانب الأنف ثم الضغط براحة السبابة نزولا للاسفل. * السبابة اليمنى للعين اليسري وبالعكس. * يعاد الامر أربع أو خمس مرات يوميا. كيف يساعد التدليك لفتح المجاري الدمعية؟ ان وضع رأس السبابة في ركن العين يضغط على الفتحات الطبيعية لكي لا تخرج الدمعة جهة العين. ثم الضغط براحة السبابة على كيس الدموع يزيد الضغط على السائل فيخرج السائل من المجاري الدمعية إلى تجويف الأنف. وبتكرار المساج خمس مرات باليوم تصبح المجاري مفتوحة دائما. * التدخل الجراحي 90 95% من الاطفال الذين يعانون من إنسداد المجاري الدمعية تتحسن حالتهم ويتم لهم الشفاء خلال السنة الاولى من أعمارهم. لذلك لا يتم عمل أي تدخل جراحي في السنة الأولى من عمر الطفل. ويبقى 5 10% من الاطفال يحتاجون إلى تدخل جراحي. اما أنواع العمليات الجراحية فتتمثل في توسيع وتسليك المجاري الدمعية التقليدي. تسليك المجاري الدمعية بالبالون. عملية فتح الكيس الدمعي على التجويف الأنفي عن طريق المنظار وأنبوب السيليكون. وفي يوم العملية الجراحية إخبار الطبيب بأي عارض لحالة الطفل الصحية من ارتفاع درجة حرارة الطفل في المنزل أو سعال شديد أو عارض برد أو زكام. مع عدم إعطاء الطفل طعاما أو شرابا لمدة 6 ساعات قبل العملية. والحرص على المواعيد قبل وبعد العملية. وتنفذ عملية توسيع وتسليك المجاري الدمعية التقليدي، إذا بلغ الطفل العام الثاني من عمره ولم يتم الشفاء التلقائي. بعد تخدير الطفل تخديرا عاما. والعملية سهلة وتحتاج بضع دقائق لإجرائها، وتتم بتمرير المسبار خلال المجاري الدمعية وفتح أي انسداد. ثم التأكد من نجاح التسليك بحقن المجاري الدمعية وخروج السائل المصبوغ بالفلورسين الى تجويف الأنف. تصل نسبة النجاح لهذه العملية إلى 95%. اما تسليك المجاري الدمعية بالبالون.، فتجرى بعد تخدير الطفل تخديرا عاما حيث تدخل القسطرة والتي في مقدمتها البالون قبل نفخه في المجاري الدمعية وعند وصول رأس القسطرة لمكان الإنسداد ينفخ البالون لمدة60 ثانية ثم يفرغ من الهواء. يكرر نفخ البالون للمرة الثانية ثم يفرغ من الهواء ويسحب. واخيرا تنفذ عملية فتح الكيس الدمعي على التجويف الأنفي عن طريق المنظار وأنبوب السيليكون، نادرا، عندما يضطر الطبيب لعمل هذه العملية للأطفال. وهي للحالات التي يوجد بها عيب خلقي أو تكرر الإلتهابات نتيجة إهمال التدليك والعلاج الطبي.وتتم العملية تحت التخدير العام. وببساطة يتم عمل مجرى جديد دائم بين الكيس الدمعي والتجويف الأنفي ثم وضع انبوب سيليكون حيث تنمو أنسجة الكيس الدمعي والتجويف الانفي ويبقى مجرى الدمع الجديد حول انبوب السيليكون. ويخرج أنبوب السيليكون بعد مرور 6 أشهر للعملية. ................................................................................... *استشاري طب وجراحة العيون في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة الشرق الاوسط