كشف خبير دولي عن وقوع عدد كبير من المواقع الإعلامية اليمنية على الإنترنت ضحية شركات تصميم مواقع إلكترونية قامت ببيع برامج مجانية جاهزة مقابل آلاف الدولارات ، في مقدمتها موقع رئيس الجمهورية ، و26 سبتمبرنت ، ويمن موبايل ، ورأي نيوز ، ويمن أوبزرفر ، والبلاغ نت ، والتغيير نت ، والوحدوي نت ، والجمهورية نت. وقال الخبير في لقاء مع "نبأ نيوز": أن موقع الرئيس علي عبد الله صالح(presidentsaleh.info) ، وكذلك موقع صحيفة البلاغ (al-balagh.net) استخدمت الشركة المصممة لهما برنامج (mambo server) وهو مجاني بالكامل؛ أما موقع صحيفة 26سبتمبرنت(26sep.net)، وصحيفة التغيير(al-tagheer.com) ، وصحيفة الوحدوي نت(alwahdawi.net)، وموقع شركة يمن موبايل (yemenmobile.com.ye) فقد استخدمت برنامج (php.nuke) وهو برنامج مجاني أيضاً ، لكن عند الاستخدام التجاري يتم دفع مبلغاً ما بين ( 99 – 299) دولار أمريكي – بحسب النموذج الذي يتم اختياره ؛ بينما موقعا رأي نيوز(raynews.net) والجمهورية نت فقد استخدمت الشركة المصممة لهما برنامج (newsphp.com) . لكن بالنسبة لموقع صحيفة يمن أوبزرفر (yobserver.com) الناطقة باللغة الإنجليزية ، فقد استخدمت الشركة له برنامج (Interactive tools /article manager) وهو بقيمة (299)دولار ، ويعتبر هذا البرنامج فقط لإدارة الأخبار ، لكن بقية أجزاء الموقع قامت الشركة المصممة بتصميمها بنفسها. وحول عيب الاستعانة ببرامج جاهزة في تصميم المواقع ، قال الخبير:لو تحدثنا من ناحية المبدأ فإن المواقع الجاهزة ليست عيباً ، لكن العيب إذا أخفت الشركات المصممة على أصحاب المواقع هذه الحقيقة ، وادعت أنها قامت بتصميمها بنفسها؛ وكذلك يجب أن تكون عملية بيع هذه المواقع بأسعار رخيصة جداً ما دام الحصول عليها يكون مجاناً – أي أن تكتفي الشركة المصممة بأجور التحويرات البسيطة التي تخفي فيها الملامح الأصلية. وأضاف : أما من حيث الناحية الفنية فأن البرامج الجاهزة أقل أمناً بكثير من البرامج المصممة ذاتياً ، لأن تفاصيل خارطتها الداخلية معروفة للجميع ، وهناك أناس متخصصين برصد الثغرات فيها ولديهم مواقع إلكترونية ينشرون عليها مواضع تلك الثغرات ، ويعلمون قراصنة الكمبيوتر (Hackers) كيفية اختراقها.. لذلك فهي معرضة للتدمير أو التلاعب ببياناتها في أي لحظة ؛ بينما المواقع الأخرى مثل (( سبأنت ، الصحوة نت ، الأيام ، المؤتمر نت، الثورة نت ، اليمن تايمز ، ناس برس ، ونيوز يمن، ونبأنيوز)) هي مواقع مصممة ذاتياً وتحتفظ بخرائط سرية وتتطلب عملية اختراقها مهارات فنية عالية جداً. واستطرد الخبير قائلاً: من العيوب الفنية الأخرى هي صعوبة تكييف الموقع الجاهز مع الحاجات والتطورات المستقبلية التي تتطلبها الصحيفة ، أو المؤسسة ؛ لذلك عندما تطلب من الشركة إدخال تعديلات تتهرب ، وتخلق ذرائع ومبررات لأنها لا تستطيع سوى القيام بتعديلات في حدود ضيقة جداً. وأشار الى أن هناك ما يسمى "برستيج " فيما يتعلق بموقع الرئيس ، إذ لا يليق بمواقع ذات صلة بسياسة البلد ، ومواقفها ، وكبار مسئوليها أن تلجأ الى مواقع مجانية قابلة للإختراق والتدمير أو التزييف في الوقت الذي تمتلك إمكانيات مادية كبيرة – إمكانيات دولة – تمكنها من الاستعانة بأفضل الشركات العالمية ، وتصميم أفضل المواقع الإلكترونية الأمينة. وحول الكيفية التي يمكن بها تفادي الوقوع في الخديعة ، قال الخبير: أن المسألة مرتبطة أولاً بنزاهة الشركات نفسها ، لكن – على سبيل المثال- المواقع التي ذكرنا أنها مأخوذة من برامج مجانية جاهزة بالإمكان الإطلاع عليها عبر الإنترنت بمختلف أنواعها من خلال دخول موقع الشركات التي تعرضها، والتي عناوينها على الانترنت هي: www.newsphp.com www.phpnuke.org www.mamboserver.com www.interactivetools.com/articlemanager واعتبر الخبير أن ما حدث في اليمن هو ظاهرة طبيعية رافقت كل الشعوب في بداية تحولها الى عالم تقنية المعلومات بأن وقعت في عمليات مماثلة ، مؤكداً أنه يجهل فيما إذا كانت الشركات تقاضت من جميع الجهات التي تتبع لها هذه المواقع اليمنية الجاهزة مبالغاً كبيرة أم أنها استثنت قسماً منها وصممتها لها مجاناً أو بمقابل أجور رمزية بسيطة.