افتتح بالعاصمة صنعاء صباح اليوم المؤتمر الأول للإستثمار والتنمية، والذي يعقد تحت شعار (الاستثمار والتنمية.. واقع نصنعه بأيدينا)، وسيستمر للفترة من (27 - 29) آيار/ مايو الجاري. وفي كلمة تخللت الجلسة الافتتاحية، قال الفريق أول ركن عبد ربه منصور هادي- نائب رئيس الجمهورية- أن هذه هي المرة الأولى التي يعقد فيها مؤتمر للاستثمار تحت اشراف القطاع الخاص، مؤكداً أن الحياة تسير بعجلة تطور سريعة هي عجلة المعلومات، وأن العلم في كل ستة شهور يشهد متغيرات كبيرة، وهو الأمر الذي يتطلب من القطاع الخاص ان يعمل بكل جهد للتعاون مع القطاع العام من أجل أن نواكب ما حولنا من تطلعات سريعة ، مشبهاً الحالة بركوب القطار السريع. وحيا نائب الرئيس هذا اللون من التنافس بين القطاع الخاص والعام، مشيراً الى أن الدولة والحكومة سيكونون ممنونينجداً بأي توصيات من أجل خلق استثمارات في هذا الجزء من العالم العربي والاسلامي، منوهاً الى أن العالم اصبح قرية موحدة، وأن الشركات لم تعد بحاجة الى الوكالات ،لأن الوكالة الآن هي الانترنت التي تستطيع انجاز كل شيء عبرها. من جهته قال العقيد يحيى محمد صالح- رئيس وكالات السفر- في كلمة مقتضبة أن التنافس بين الدول لجلب الاستثمارات كبير جداً، وأنه علينا ايجاد المناخات، وتقديم التسهيلات لايجاد استثمارات حقيقية في قطاعات انتاجية تخدم المجتمع. ودعا العقيد يحيى الى إلغاء الاحتكارات بمختلف أشكالها، وتوجيه الاعلام من أجل الترويج للاستثمارات، وخاصة في القطاع الخاص؛ منتقداً وسائل الاعلام الرسمية بقوله أن الاعلام الرسمي يركز على الحكومة وأنشطتها ويتجاهل القطاع الخاص، فالاعلام الرسمي ينظر أنه إذا ما قام بتغطية ذلك كأنه يعمل دعاية استثمارية، وحثه على تجاوز هذه النظرة. كما القى عبد العزيز الترب - أحد رعاة المؤتمر- كلمة وصف فيها قانون الاستثمار اليمني بأنه الأفضل عربياً ودولياً ، ونوه الى ضرورة الاخبار عما يراه المستثمرون من قصور ليتم نقله الى القيادة السياسية وترجمة الأقوال الى أفعال، داعياً رجال الأعمال العرب والأوربيون الى أن يتنافسوا من أجل مصالحهم،مؤكداً استعداد اليمن لاستقبال الاستثماراتعلى اختلاف أنواعها حيث أن الاستثمار لا وطن له ، ولا يعرف حدود . وأكد بأن رغبة اليمن هي أنها تفضل سمعة نظيفة، وماركة جيدة، وجودة عالية ، معلناً باسم المجموعة الاوروبية للتسويق والتنمية عن تكريم عدد من الشخصيات التي قدمت جهداً في المجال الاستثماري، ذكر منهم : هادي محمد، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عبد العزيز عبد الغني -رئيس مجلس الشورى، اضافة الى إثنين آخرين قال أنهما رحلا عن اليمن وهما: المرحوم امين قاسم سلطان الشميري، والمرحوم أحمد عبد الله العاقل. وكان علي جباري- رئيس مجموعة جباري، رئيس اللجنة المنظمة- استهل الجلسة الافتتاحية بالتأكيد على أن الاستثمار والتنمية "واقع نصنعه بأيدينا" وهو يترجم نفسه بالشراكة بين الدولة، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، فضلاً عن جهود الخبراء وتجارب الدول المجاورة، مشيراً الى أن الاستثمار ليس بحاجة الى أقوال بل أفعال. وبحسب جدول أعمال المؤتمر الذي تم توزيعه على المشاركين، فإنه سيتم خلال اليوم الأول (السبت) مناقشة خمسة أوراق عمل : الأولى للشيخ محفوظ بامشموس -رئيس الغرفة التجارية بعدن- وهي بعنوان (الماضي الحاضر المستقبل) ، والثانية يستعرضها يحيى الكينعي - مدير الهيئة العامة لتنمية وتطوير الجزر اليمنية، وهي بعنوان (الفرص الاستثمارية)، والثالثة للدكتورة فاطمة باعمر- من المنطقة الحرة بعدن- وهي بعنوان (البوابة الاقتصادية لليمن)، والرابعة للدكتور شهاب العزعزي بعنوان (دور المصارف الاسلامية في التنمية الاستثمارية)، أما الخامسة فيقدمها عادل الأشطل من الهيئة العامة للاستثمار وهي بعنوان (المناخ الاستثماري- مؤشرات ايجابية). هذا وستكون يوم غد جلستان صباحية ومسائية تتم خلالها مناقشة (10) أوراق عمل لعدد من الأكاديميين والباحثين ورجال الأعمال، فيما سيقتصر اليوم الثالث للمؤتمر(الاثنين) على ثلاثة أوراق عمل ثم قراءة البيان الختامي (إعلان صنعاء) وحفل تكريمي للمشاركين. وبحسب تصريحات سابقة ل"نبأ نيوز" ذكر الدكتور عبد العزيز الترب - أن المؤتمر يشكل مدخلا عمليا لمشاركة القطاع الخاص في عملية التنمية وأساسا لتسويق اليمن للمستثمرين العرب والأجانب. وقال الترب:"إن المناخات الاستثمارية في اليمن ملائمة جدا، لكنها تتطلب التسويق والترويج الصحيح لها ، فقانون الاستثمار اليمني يعد أكثر القوانين قبولا من حيث المزايا والتسهيلات التي يمنحها للمستثمر لكن يتطلب ذلك العمل على جذب المستثمرين وهو ما دفعنا الى تبني فكرة هذا المؤتمر." وأكد أهمية تلمس القطاع الخاص لاحتياجات التنمية داخل الوطن والقيام بدوره في الدفع قدما بالعملية الاستثمارية ، وكذا فتح آفاق الاستثمار وتهيئة المناخ الاستثماري والبيئة التي تقود إلى استقطاب العديد من رؤوس الأموال العربية والأجنبية. هذا ويشارك في المؤتمر نحو مائتي شخصية اقتصادية من رجال المال والاعمال العرب والأجانب فضلاً عن الأكاديميين والباحثين، وقد شهد اليوم الأول منه حشداً كبيراً لوسائل الاعلام المحلية والخارجية.