حراك الجنوب في اليمن الذي انطلق قبل أكثر من أربع سنوات لم يلاق أي دعم عربي أو إقليمي أو دولي ولم تهتم به وسائل الإعلام على غرار ما حدث اليوم من ثورات شعبية في تونس ومصر والجميع يدرك أسباب هذا إلا إن هذا السؤال اليوم أصبح يحير قادة الحراك أنفسهم لماذا لم تلق ثورتهم وحراكهم شهرة وسمعه مثل ثورات الشعبين التونسي والمصري؟ إلا يستحون اليوم وهم يتساءلون هذا السؤال البايخ لماذا لم يلتفت لهم أحداً عربيا وإقليمياَ ودوليا مثل ما حصل في تونس ومصر؟ فالفرق كبير جداً في مصر وتونس الشعوب تدعو للتغيير وإجراء الإصلاحات وترسيخ الوحدة الوطنية والحفاظ على مصالح شعوبهم واحترام الحقوق والحريات والصحافة والتعبير والأحزاب...الخ أما الحراك فيدعون ويمارسون عكس ما هو موجود في تونس ومصر ولا يوجد أي وجه شبه بينهم. إذا أرادوا إن يعرفوا الجواب فهذا سهل جدا بإمكان حتى طفل إن يجيب عليه ولكن من غباؤهم يتساءلون هذا السؤال غير مدركين ما يفعلونه في حراكهم من جرائم وتقطع للطرق وإيذاء المسافرين ونهب الممتلكات العامة والخاصة وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق....الخ أنهم يتلذذون كثيرا بخطاباتهم المعسولة ولا يحسبون أفعالهم وجرائمهم المشئومة ويدعون بالحرية وهم يمارسون أبشع صور الديكتاتورية ويختارون الطريق السلمي الحضاري ويمارسون العنف المسلح ويشترطون قبول رأيهم ولا يؤمنون بالرأي الأخر يطالبون بحقوق الناس وهم ينتهكون حقوق الآخرين أصلاً، يناشدون وسائل الإعلام لسماعهم ولا يقبلونها عن تناولها لجرائمهم، عرفهم الجميع أنهم كذابون يقتلون الإنسان ويمشون بجنازته. حتى عرفهم العالم أنهم ديكتاتوريين همجيين لا يوجد لديهم برنامج سياسي ولا روى لإصلاحات ولا نهج ديمقراطي ولا احترام لحقوق الإنسان يتصارعون فيما بينهم على الزعامة كل واحد منهم يريد إن يطيح بالأخر وكل منهم يحش ويتلفظ على الأخر في كل حوار ولقاء وحتى أمام اللقاءات مع الآخرين فكل حديثهم هذا عميل وهذا ضعيف وهذا كذاب وهذا مع حزب الفلاني وهذا مع الحزب العلاني فهم لا يعيشون إلا على التخوين وسب وشتم الآخرين لم يأتون بجديد خلال أربع سنوات ماضية. شعارهم تفتيت المفتت وتقسيم المقسم لا ينظرون إلى البناء بقدر ما هم يخربون ويهدمون لا يحترمون حريات الناس بقدر ما هم ينتهكونها ويعرضون حياة الناس للخطر وكرامتهم للاهانة والتدليس في أي لحظة تتعارض مع مصالحهم، فليس فيهم أمل للتغيير ولا الوصول إلى إصلاحات ولا أتباع نهج الديمقراطية فكل من لم يكن معهم فهو عدوهم وعليهم إن يدركوا أنهم بعيد كل البعد عن النضال والثورات السلمية المعروفة بطابعها الحضاري الإنساني.