فخامة الرئيس، عودتنا أن تثبت عند الملمات، وتتعامل مع الوضع بحكمة وروية وبعد نظر، إن خروجك من القصر الجمهوري ومواجهة الناس يعد شعورا عاليا بالمسئولية يقدره الشعب اليمني كله.. وحينما أعلنت استعدادك لاستقبال الفعاليات الشعبية فرح الناس صغيرهم وكبيرهم، وحشد الخيرون طاقاتهم، وعزموا أمرهم لاستثمار مبادرتك في طرح قضايا الشعب وهموم الوطن معك وجها لوجه دون وساطات، والتعاون معك لإيجاد مخارج لما يعيشه الوطن من أزمات، لكنهم يتفاجئون في كل فعالية أن في من حولك من يحجب عنك الحقيقة ويزين لك الوضع غير آبه بما يحدث في الشارع اليمني.
فخامة الرئيس، أنت رئيس الشعب، والشعب هو الذي انتخبك، ووصلت إلى كرسي الرئاسة بدعم الشعب اليمني كله، ولن يرضى الشعب اليمني بغيرك رئيسا ليمن موحد مستقر مهما كانت التضحيات، فأنت قوي بالشعب، والشعب اليمني لا يزال يحبك ويريد أن تظل قائدا للمسيرة مهما حدث.. شعب اليمن لن يتنكر لك، ولن ينكر ما بنيته من منجزات لليمن، لكنه يأمل ويرجو ويتوسل أن تستمع إلى الشعب مباشرة، للشعب مطالب وطنية كبرى وملحة يرجو منك البدء بخطوات فعلية لتحقيقها لتعيد للشعب لحمته الوطنية، وتقطع دابر تجار الفتن.. الشعب يريد أن يتحاور معك حول قضايا الشعب (القضاء والأمن والاقتصاد والتعليم والصحة والماء والكهرباء والسكن.. وكل قضايا التنمية المؤجلة بسبب ما يجري من مشاحنات ومصادمات) فلا تسمح للمنافقين بأن يستمروا في تطبيل أنت في غنى عنه؟
لتعلم يا فخامة الرئيس أن تكرار دعواتك للحوار وتوجيهاتك المستمرة بحماية المظاهرات والصحفيين وإنكارك لما يحدث من عنف في هذه المظاهرات قد نزل بردا وسلاما على قلوب الجميع.. وكثير من المعارضين في المظاهرات شعر أنك رئيس اليمن ولست رئيس المؤتمر الشعبي العام، لكنهم يريدون أن تصبر عليهم صبر الأب على أبنائه المحبطين.. نعم فخامة الرئيس على الرغم من عدم استيعابنا لمعاني الديمقراطية فإنها صارت حقيقة في حياتنا لا بد أن نتقبلها وإن كانت نتائجها غير منطقية في بعض الأحيان، و الديمقراطية في اليمن هي أحد المنجزات التي حققتها أنت للشعب اليمني، فأنت المسئول عن حماية ممارساتها حتى لا تتحول الديمقراطية إلى كارثة.
لتعلم يا فخامة الرئيس أن نبض الشارع اليمني مع الاستقرار، وحتى الشباب الذين يرفعون بأيديهم الشعارات المسيئة للنظام ، إنما يفعلون ذلك نكاية بالفساد والفاسدين الذي عكروا صفو حياة البسطاء من الناس، أما قلوب الشباب جميعا وقلوب آبائهم وأمهاتهم فهي معك، والشعب اليمني كله يرفع شعار(الشعب يريد إلغاء الفساد تحت قيادتكم الحكيمة)! وتأكد أنه بالإمكان أن تلتئم مظاهرات الشباب المعارضين مع المؤيدين إذا بدأت بإجراء إصلاحات فورية لواقع الناس، وأولى هذه الخطوات أن توجه الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد والنيابة العامة بسرعة البدء بإعلان ملفات الفساد والمفسدين مهما كانت أسماؤهم ومكانتهم فورا وتقديم من تثبت إدانته لمحاكمة علنية يشهدها الشعب اليمني كله، وإنزال العقوبة المستحقة على كل فاسد مهما كان.. فهل في من حولك من يقرأ ويبلغك بمطلب من مطالب الشباب اليمني الذي تتحمل أنت وحدك نتائج معاناته؟!! مقال سابق: فخامة الرئيس ... جاه الله عليك!!!