في أحدث اكتشاف طبي، حذر باحثون بريطانيون بمستشفى القلب في لندن من تناول القات كونه يسبب أزمات قلبية حادة إذا ما اعتاد المرء عليه لفترة طويلة، بجانب تسببه بإتلاف الكبد، وسرطان البلعوم، وتهشم الأسنان. وأكد "ساجار ساها"، و"كلاري دولري" الأخصائيين بأمراض القلب أن القات يؤثر على صحة متعاطيه بتعريضهم للإصابة بالجلطة القلبية، وتصلب الشرايين التي تغذي القلب بالدم، مشيران - في تقرير لهما نشرته صحيفة "طب المجتمع الملكي" البريطانية- الى أن الأطباء لم تتبين لهم بعد أي نتائج تقودهم لمعرفة الكيفية التي يمكن بها التعامل مع الأذى الناجم عن حرمان المدمن على القات قسرياً من تعاطيه، والتي هي بالمقابل تقف عائقاً أمام الأطباء في تقديم رعاية علاجية متكاملة. وأضاف التقرير بأن النتائج المستخلصة تعطي تفسيراً لإحصائيات يمنية سابقة تذكر بأن نسبة الذين يتعرضون للنوبات القلبية بين متعاطي القات أكثر بكثير من نسبتها بين الذين لا يتعاطون القات. وأورد أيضاً أنه ما لم تكون هناك توعية للتحذير من تعاطي القات، فإن القات سيواصل إلحاق مخاطر جسيمة على الصحة البشرية للناس الذين يدمنون عليه في البلدان النامية، وكذلك في مجتمعات المهاجرين في دول أوروبا التي لا تحرم تعاطي القات أو تجارته، منوهاً الى أن هناك دول تحرمه وتعده بين الممنوعات مثل كندا، ايرلندة، النرويج، السويد، والولايات المتحدة. كما أشار الى أن عادة تعاطي القات تعود الى عدة قرون خلت، وأن وجود مادة "إمفيتامين" في عصارة أوراق القات تمنح الذي يتعاطاه إحساساً نسبياً بالاسترخاء، والنشوة أو ما تسمى "السعادة الزائفة" التي ما يلبث المرء أن يعود الى حالته الأولى بعد زوال تأثير تلك المادة، والتي تختلف نسب تواجدها في أوراق القات طبقاً لنوع القات نفسه، منوهة الى أن بعض أصنافه الموجودة في الحبشة تفوق نسبة مادة "الإمفيتامين" فيها مفعول أنواع عديدة من الحبوب المخدرة، وهو ما يجعلها باهضة الثمن.