قرأت بأسف شديد، موضوعاً نُشر في موقع مستقل شكلاً إصلاحيٌّ مضموناً، عن ما دار في كواليس المؤتمر العام السابع، و"توازنات حاكمة تعطل رغبات القواعد"، إلى آخره من هذا الكلام. وأود في البدء أن أوضح أنني لست مؤتمرياً، فلن أنصب نفسي محامياً عن المؤتمر الشعبي، فللبيت ربٌ يحميه. إلا أني لاحظت شيئاً غريباً لم يفطن إليه الكثيرون، وهو الشفافية في تغطية المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام، فلم أفتح موقعاً إلا ورأيت ذاك يحلل، وذاك يستنبط، وذاك يؤكد، وما كان لهم ذلك لولا شفافية المؤتمر. بل إن أحدهم ادعى أن شركة شفاكو رعت المؤتمر بتقديم "منشطات جنسية"، وهذا لا يمكن للكاتب أن يراه إلا في ما يرى النائم، أو الحالم، أو المحتلم. وللمرة المليون لم يفهم إخواننا في المعارضة، أن المعارضة الحقيقية، والتي تحترم نفسها –أبعد الله الاحترام عن المعارضة- هي التي تتفق مع من تعارضه في الصواب، وتختلف معه في الخطأ، فإن لم تتفق معه في الصواب، فهي ترفض ضمناً هذا الصواب!! فليراجع الأخوة في المعارضة ما جاء في برنامج العمل السياسي للمؤتمر الشعبي في مجالات عديدة لا يتسع المجال هنا لذكرها، ولنقف معاً على بعض ما جاء في هذا البيان فتجاهلته المعارضة، وبالتالي رفضته ضمناً، وهذه النقاط هي: · يتعهد المؤتمر الشعبي العام بإجراء إصلاحات سياسية على كافة السلطات التشريعية والشوروية والتنفيذية والقضائية, وذلك لتحقيق تطور نوعي وكبير في أداء هذه المؤسسات , وتوسيع وتعميق الأداء الديموقراطي في عملها، وعلى وجه الخصوص توسيع المشاركة في صناعة القرار · إعطاء الأهمية القصوى للتنمية الشاملة والمستدامة , وتحقيق الشراكة الحقيقة بين الدولة والقطاع الخاص وتوفير كل الفرص الممكنة للاستثمار وتحقيق الحماية الكاملة لنشاط قطاع الأعمال المحلي والأجنبي. · تطوير مجلس الشورى. · تطوير مجلس النواب. · تطوير النظام الانتخابي. أكرر أن هذه ليست إلا بعض النقاط، ولا يتسع المجال هنا لتعدادها، إلا أن الفكرة التي أريد أن أخلص لها، تتلخص بسؤال واحد، أتمنى في قرارة نفسي أن أجد لها جواباً مقنعاً: ((هل غرض أحزاب المعارضة واللقاء المشترك هو الإصلاح؟!)) فإذا كان ذلك، فلماذا تتهرب من الاعتراف للحكومة أو للمؤتمر الشعبي العام بأي منجز؟! أعرف أن كثيراً منهم سيقول ما معناه: ((هل تصدق كلام المؤتمر؟)) و((هذا الكلام لا يصدقه إلا مجنون)) إلى آخره من هذا الهراء، وهنا نجد أن المعارضة قد أصدرت حكمها سلفاً فما الداعي والحال هذه أن تتحاور مع المؤتمر الشعبي، إن الوصول إلى نقاط اتفاق، يحتاج من الطرفين –وقبل كل شيء- أن يثق كلٌّ منهما في صدق الطرف الآخر في الوصول إلى نقاط الاتفاق المفترضة، فإذا انعدمت هذه الثقة استحال الوصول إلى هذه النقاط. لو كنت –لا سمح الله- في صفوف المعارضة، فهل سأحترم المعارضة وأنا أراها تنتقي في حبها للوطن انتقاء، ولو كنت –وحاشا لله- في صفوف المؤتمر الشعبي العام، هل كنت "سأتحمس" للمضي في الإصلاح وأنا أرى أن المعارضة تعمل بالمثل القائل: ((لا يعجبه العجب، ولا الصيام في رجب)). وأخيراً، لا أقول لبعض معارضتنا إلا ما قاله الشاعر: أصمٌّ عن الأمر الذي لا يريده وأسمع خلق الله حين يريدُ [email protected]