في تطور دراماتيكي مثير، شهدت الساعات القليلة الماضية اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وآلاف الشباب الغاضبين بصنعاء ممن حاصروا شركة سبافون لاتصالات الهاتف الجوال التابعة للشيخ حميد الأحمرؤ الذي يتزعم الانقلاب على النظام. وأفادت مصادر "نبأ نيوز" من مسرح الأحداث: أن آلاف الشباب انطلقوا بعد وقت العشاء من يومنا هذا الخميس في مسيرة سلمية سلكت شارع الزبيري بالعاصمة صنعاء، ثم انقسمت الى خطين وتقدمت باتجاه شركة "سبأ فون" من شارعي "بغداد" و"الزبيري" في محاولة لمحاصرتها واقتحامها، إلاّ أن قوات مكافحة الشغت منعت حشود الشباب من اقتحام الشركة وأطلقت الرصاص الى الهواء والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المهاجمين. وأشارت المصادر إلى أن اشتباكات حدثت بين الامن والمتظاهرين اسفرت عن سقوط عدد من المصابين من الطرفين، وشوهد رجال أمن يطاردون شخصاً حاول القاء زجاجة حارقة على الشركة، في نفس الوقت الذي شوهدت مجاميع قبلية مسلحة من أتباع حميد الأحمر وهي تهرع الى أعلى بناية الشركة وتتخذ مواضع قتالية، وبينهم عدد من القناصين. وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من تداعي آلاف الشباب للتحضير الى ما وصفوه ب"مسيرة تأريخية" للزحف الى فلل وشركات ابناء الشيخ عبد الله الأحمر وقادة احزاب اللقاء المشترك، معتبرين ذلك رداً على اقتحام المليشيات الانقلابية التي يقودها ابناء الأحمر واللقاء المشترك للمؤسسات العامة وتخريبها الجامعات والمدارس والمكاتب الحكومية واحراق الممتلكات العامة. وقد وجهت اللجنة التنظيمية للشباب بعد ظهر الخميس نداءً الى الشباب في مختلف أرجاء اليمن بالبدء بمهاجمة أبراج وشبكات شركة سبأ فون في مناطقهم. وتأتي هذه الأحداث لتزيد من وتيرة القلق الرسمي اليمني من اندلاع حرب أهلية في ظل الغضب الشعبي المتنامي من ممارسات المليشيات الانقلابية التي أخذت تعيث في اليمن فساداً وتخريباً وترهيباً، من خلال مداهماتها للمؤسسات الحكومية الخدمية، واحتجاز الموظفين والمدرسين واساتذة الجامعات داخل مقرات عملهم واقفال الأبواب عليهم بالسلاسل، وقطع الطرق واحتجاز حافلات وسيارات الموظفين، وتنفيذ هجمات مسلحة على المنشآت الاقتصادية أسفرت عن توقف كامل الانتاج اليمني للمشتقات النفطية، فضلاً عن أزمات سعرية واقتصادية مختلفة.