تشهد العاصمة اليمنيةصنعاء منذ مساء أمس معاركاً تعد الأعنف في تاريخها الحديث، وذلك بعد انقلاب أبناء الأحمر على الهدنة، وتوسيع مليشياتهم القبلية المسلحة لدائرة المعارك بهجمات صاروخية شنتها مساء أمس على مبنى وزارة الداخلية، وقيادة شرطة النجدة، والشرطة العسكرية، ومقر اللجنة الدائمة للحزب الحاكم، فيما شوهدت ألسنة النيران لأول مرة وهي تلتهم منزل الشيخ عبد الله الأحمر في الحصبة الذي وجهت له القوات المسلحة سلسلة ضربات صاروخية مدمرة رداً على مصدر القصف المدفعي والصاروخي الذي تعرضت له العديد من مؤسسات الدولة. وظل دوي الانفجارات يسمع حتى ساعات متأخرة من صباح اليوم الثلاثاء، فيما غرقت العاصمة بظلام دامس، وانقطعت اتصالات شركة سبأفون المملوكة لحميد الأحمر بالكامل، وأقفلت جميع الأسواق والبقالات أبوابها وخيم القلق على أحياء العاصمة التي لا تكاد ترى فيها إنس ولا جان ولا تسمع غير أزيز الرصاص ودوي الانفجارات وصفارات سيارات الأسعاف. وبحسب مصادر ميدانية، فقد استخدمت في مواجهات البارحة التي امتدت الى صباح اليوم كافة أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة. وشوهدت اعمدة الدخان الاسود الكثيف تتصاعد من منزل بيت الاحمر في شمال صنعاء، وتقول المصادر ان القصف استهدف مخزن للذخيرة والسلاح وانه تم تفجيره. وتخوض الحكومة اليمنية اعنف مواجهات مع رجال القبائل منذ الحرب السادسة التي خاضتها مع الحوثيين في محافظة صعدة شمال اليمن. وتعرض منزل أولاد الشيخ لقصف عنيف بالمدفعية وأطلقت المدفعية الثقيلة ومحيطه في الحصبة , في حين قال عبد القوي القيسي مدير مكتب الشيخ صادق الأحمر إن مسلحي الأحمر سيطروا على مبنى وزارة الداخلية و قسم شرطة الحصبة و مبنى اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الحاكم ، الا ان مصدر أمني وشهود عيان نفوا سقوط وزارة الداخلية. وقال المصدر الأمني : ان المعارك مازالت مستمرة في محيط الوزارة وأكد ان قوات الأمن استعادت مبنى قسم شرطة الحصبة. وأفاد مصدر قبلي ان نحو خمسة قتلوا من مسلحي الشيخ الأحمر فيما أصيب نحو 20 آخرين ولم تعلن السلطات الرسمية أي نتائج حول اشتباكات الليلة الماضية. وفي وقت متاخر نفى مصدر في الحزب الحاكم حقيقة ما تداول حول سيطرة عناصر الاحمر على مقر اللجنة الدائمة للحزب الحاكم وقال انها "انباء كاذبة"، وهو أيضاً ما قاله شهود عيان. وفي وقت لاحق أفاد مصدر رسمي أن الجانب الحكومي طلب من لجنة الوساطة الزام أولاد الأحمر بإعادة كافة المنهوبات التي قاموا بأخذها من الوزارات والمباني والمنشآت الحكومية التي تم الاعتداء والاستيلاء عليها وليس فقط إخلا تلك المنشآت. ونقل موقع وزارة الدفاع على الانترنت اليوم الثلاثاء إن الجانب الحكومي أكد على ضرورة اعادة كافة المنهوبات التي قام أولاد الاحمر وعصاباتهم المسلحة باخذها من المباني والمنشآت التي تعرضت للاعتداء من قبلهم ومنها مبنى وزارة الادارة المحلية ووزارة التجارة والصناعة التي قاموا بنهب كافة محتوياتها من أجهزة الكمبيوتر وغيرها من التجهيزات الاخرى والأثاث والمعدات المختلفة. هذا إلى جانب نهب كافة تجهيزات وكالة الأنباء اليمنية "سبأ " والتي شملت أكثر من 450 جهاز كمبيوتر وآلتي طباعة حديثتين قيمتهما أكثر من خمسة عشر مليون دولار بالإضافة إلى أجهزة الإرسال واجهزة التصوير والاتصال والسيرفرات ومعدات وتجهيزات تقنية واثاث ‘ وهذه المنهوبات بمليارات الريالات. وتشير المصادر إلى أن تلك المنهوبات تم نقلها إلى عدد من مقرات الشركات التابعة لحميد الأحمر والذي قرر الاستيلاء على كل تلك المنهوبات من التجهيزات والمعدات في عملية فيد كبيرة. وفي وقت متأخر من مساء امس قال شهود عيان ان عمليات نقل للسلاح شوهدت من مبنى شركة سبأ فون .. حيث تقول المصادر ان مبنى الشركة اضحى ثكنة ومخزن رئيس لتخزين الاسلحة وتوزيعها من قبل اولاد الاحمر لعناصرهم القبلية .
وفي سياق متصل قالت الانباء الواردة من محافظة عمران 50 كم شمال صنعاء ان ابناء منطقة حجز بعمران منعت حسين الاحمر من الدخول الى منطقتهم ومنحه الدعم القبلي للاستعدادات التي يشنها للحرب على الحكومة اليمنية في المحافظة بالتزامن مع ما يقوم به اخوانه في صنعاء. وكانت قبائل حاشد قد خيبت ظنون أولاد الاحمر ، حينما رفضت التعاون معهم في الحرب التي يشنوها الان ضد القوات المسلحة والامن اليمني. وفيما تتواصل المعارك في صنعاء، فإن مليشيات حزب الاصلاح وجامعة الايمان تخوض في محافظة تعز مواجهات لليوم الثاني على التوالي في محاولة للاستيلاء على المقرات الحكومية والمنشآت الاقتصادية.. في نفس الوقت الذي تتواصل معارك ضارية في زنجبار بين الجيش وعناصر القاعدة ومليشيات تابعة للاصلاح وجامعة الايمان تقوم بقطع الطرق ونصب الكمائن للقوات الحكومية وتعبئةالاهالي لمناصرة القاعدة.