لا تزال حركة الاحتجاج الهاتفة ب"احتلال وول ستريت" مستمرة بل أخذت في تطورها أمس أبعادا جديدة بمسيرة نظمها المحتجون في نيويورك إلى منازل 5 من كبار أثرياء أميركا المقيمين في المدينة، بينما توقّع مرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي الأربعاء12/10/2011، أن تتواصل الاحتجاجات الشعبية ضد الأزمة الاقتصادية في أميركا وأوروبا حتى إسقاط النظام الرأسمالي. وخرجت في نيويورك مسيرة عنوانها "مسيرة الميلونيرات" توجهت إلى منازل 5 من أكبر أثرياء المدينة من بينهم عملاق شركة "نيوز كورب" روبرت مردوخ، ومدير مصرف "جي بي مورغان" جايمي ديمون، والملياردير المحافظ ديفيد كوخ. ورفع المتظاهرون شيكات كبيرة تعبيرا عن اعتقادهم بأن الضرائب التي يدفعها الأثرياء ستتقلص بشكل كبير عند انتهاء صلاحية "الضريبة على المليونير" بنسبة 2 % في كانون الأول المقبل. ولم تكن نيويورك وحدها مسرحاً لتطور حركة الأغلبية المحتجة، ففي شيكاغو تجمع الآلاف أمام مقر اجتماع يشارك فيه اتحاد مصرفيي الرهن العقاري بينما وسع المحتجون في بوسطن رقعة تواجدهم في الوسط مما دفع بعناصر الشرطة إلى تفريقهم بالقوة وتدمير بعض خيمهم. من الولاياتالمتحدة انطلقت صرخة الأغلبية، "99%" إلى العالم وبدأ صداها يسمع في بلدان أخرى حيث تتوقع لندن تظاهرات موازية لنفس الهدف والفكرة خلال الأسبوع. وفي هذا الصدد أعلن عدد من المؤسسات المنظمة عن دعمها لاحتلال قلب العاصمة الاقتصادية يوم السبت المقبل كجزء من "الحركة العالمية لديمقراطية حقيقية" بغية تسليط الضوء على غياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية. وأكد الناشطون في هذا التحرك الداعم للثورات التي يمر بها الشرق الأوسط والتجمعات الشبابية الرافضة لغبن الأقلية الثرية مثابرتهم على مواجهة الحكومات والبرلمانات التي انتخبها الشعب لتقف إلى جانبه كإنسان وليس لتهميشه. "إسقاط النظام الرأسمالي" من جهته، توقّع مرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي، أن تتواصل الاحتجاجات الشعبية ضد الأزمة الاقتصادية في أميركا وأوروبا حتى إسقاط النظام الرأسمالي، لافتاً إلى أن المسؤولين الأميركيين بذلوا الجهود للتقليل من أهمية الإحتجاجات الحاصلة في "وول ستريت". ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن خامنئي قوله الأربعاء، في خطاب بمدينة كرمانشاه غرب البلاد، إن "المسؤولين الأميركيين الذين يزعمون تأييدهم لحرية التعبير، بذلوا الجهود من أجل التقليل من أهمية الإحتجاجات (الحاصلة في وول ستريت)، والتزموا الصمت بشأنها إلى ما بعد مرور 3 أسابيع على بدئها". وشدد على أهمية هذه الاحتجاجات المتواصلة بعنوان "احتلوا وول ستريت" منذ منتصف الشهر الماضي، احتجاجاً على النظام المالي الأميركي، متوقعاً أن ينهار النظام الرأسمالي في الغرب والولاياتالمتحدة بالكامل مستقبلاً. وقال "بالرغم من أنهم يقمعون المحتجين، إلا أنهم غير قادرين على اجتثاث أسباب الفساد في النظام الرأسمالي"، معتبراً أن "فساد الرأسمالية أصبح واضحاً وملموساً للجميع .. وأن النظام الرأسمالي ليس فقط لا يرحم الشعوب ومنها الشعبان العراقي والأفغاني، بل لا يرحم حتى أبناءه". وأضاف أن المحتجين في الغرب يكتبون على يافطاتهم "نحن 99 %من الشعب بينما 1 % هم من يحكموننا ويقررون الحرب ونحن من ندفع الثمن" ، فهذا هو النظام الليبرالي والرأسمالي وهذه هي سياستهم. وقال "إن هذا ال 1% من الأميركيين يدفع المال والدعم لإسرائيل، وإن الشعب ليس له أي دافع لهذا الدعم، ورأى أن النظام الرأسمالي قد وصل الى نهايته، وأن ما جرى في بريطانيا من قمع شديد وتعامل سيئ من قبل الحكومة مع المتظاهرين، لهو خير دليل على ذلك، منتقداً تغني بعض الدول بالديمقراطية وتحدثها عن حقوق الإنسان وحق الشعب في التجمع والتجمهر، وعن أنها تمثل قدوة لباقي الشعوب"