في أول خطاب سياسي يتجرع الشارع اليمني فيه مرارة ما ألمّ في نفس الرئيس علي عبد الله صالح جدد رئيس الجمهورية اليوم تأكيده للمؤتمر الاستثنائبي للمؤتمر الشعبي العام بأن الغرض من المؤتمر والحوار هو "البحث عن مرشح للانتخابات الرئاسية"من أجل الالتزام بالتداول السلمي للسلطة. وأعرب الرئيس علي عبد الله صالح - في الجلسة الافتتاحية لليوم الثاني من المؤتمر الاستثنائي- عن رفضه أن يصبح أشبه ب"تاكسي أجرة" يتم استئجاره "لصالح المؤتمر او القوى السياسية، مؤكداً قوله "أنا في المقام الأول ارعي مصلحة هذه الأمة ولست مظله لفساد حزب سياسي او قوى معينة وعلى حساب سمعة علي عبد الله صالح، وجهده، وعرقه، وسهره، وعلى حساب مصالح الأمة "، مشدداً "لا يهمني المال.. يهمني السمعة والتاريخ نحن الذين أوجدنا المال وليس المال هو الذي أوجدنا" وتطرق صالح إلى ما يتردد عن عدم تهيئة الملعب السياسي, وقال أن "الملعب مهيأ من قبل15 سنة عندما أخذنا بالخيار الديمقراطي وطلعت الأحزاب من تحت الطاولة إلى فوق الطاولة, والملعب مهيأ أكثر عندما أعلنت في 17 يوليو عدم ترشحي, علينا ان نقدم نموذج ديمقراطي في المنطقة". وكشف الرئيس أن هناك اسقاطات "حزبية" تستهدف شخص الرئيس علي عبد الله صالح على مدى (16) عاماً، واصفاً إياها ب"اسقاطات حزبية وأنانية"، قال أنه لن ينزعج أو يمل منها، مؤكداً أنه لم يعدم أو يعزل أحداً ، لأنه عنده "شعار ان الذي يستخدم العنف هو الضعيف وان الذي يستخدم القوة هو الجبان" مبيناً أن "القوي لا يتآمر". وأشاد الرئيس بما حققه مع حزبه وقال" هذه مدرستي التي ارأسها, لا عنف لا إعدامات ولا اغتيالات, كل مواطن أصبح حراً الملعب الآن مهيأ للتبادل السلمي للسلطة". وأشار الرئيس الى أن ما توصلت اليه اللجنة العامة هو الحوار وأنه سيواصل الحوار ، منوهاً الى أن المؤتمريين جزء لا يتجزأ من هذه الأمة وأن"الشعب هو مصدر السلطة ، وما نحن إلاّ وسيلة من وسائل العمل السياسي " وأن هذه الديمقراطية هي المدرسة التي يرأسها علي عبد الله صالح ، وهي ابتدائية واعدادية وبداية الثانوية . وانتقد صالح المتقولين بأن الرئيس لم يهيء الملعب للتداول السلمي للسلطة، مؤكداً أن الأجواء قد تهيأت منذ بداية الوحدة والتعددية السياسية، وعلى مدى (16) عاماً مورست الديمقراطية حتى اكتسبت القدرات السياسية. وأشار الى أنت هيئة الأجواء تعززت أكثر "عندما أعلنت قبل (11) شهراً و(5) أيام وطلبت من كافة القوى السياسية أن تهيئ مرشحيها إلى الانتخابات الرئاسية وإبلاغهم بعدم رغبتيِ في الاستمرار"، في انتقاد صريح لمختلف القوى السياسية التي تقاعست عن الاعلان عن مرشحها للانتخابات الرئاسية وراحت تتذرع باللجنة العليا وغيرها للهروب من مسئولياتها الوطنية. هذا وقد بدا رئيس الجمهورية اليوم في خطابه أكثر استشعاراً لمرارة الواقع السياسي الذي تشهده ساحتي الحزب الحاكم (المؤتمر) وأحزاب المعارضة (اللقاء المشترك)ممن ظلوا يعلقون اخفاقاتهم على الرئيس - وإن لم يعلن ذلك صراحة.