خيمت أجواء الحرب مجدداً على محافظة صعده لليوم السادس على التوالي من خلال الهجمات التي يقوم بها أتباع الحوثي على السجن المركزي بصعده وبعض المواقع العسكرية من جانب ، والتحركات الحكومية المتمثلة في الحشود العسكرية التي وصلت إلى منطقة "الحرف" في بني نعاو واللقاءات الموسعة مع مشائخ القبائل الكبيرة بالمحافظة (همدان ووائلة وسحار) والتي أكدت على ضرورة الوقوف مع الدولة وحماية المنطقة من هجمات تنظيم الشباب المؤمن الذي عاد ينشط من جديد. وذكرت مصادر محلية بصعدة أن السلطات المحلية طالبت خطباء المساجد بالمحافظة بضرورة توعية الرأي العام بأهمية الوقوف في مواجهة هجمات التنظيم.وأفادت مصادر محلية أن المعارك الدائرة حالياً بالمحافظة ادت إلى وجود ضحايا في الجانب العسكري جراء الاشتباكات. ونقلت "ايلاف" عن مصادر مقربة من عبدالملك الحوثي "نجل الحوثي الأب" قوله انه يبرأ إلى الله من هذه الحرب الظالمة التي تشنها الحكومة ضد أبناء صعده، مطالبا مؤسسات المجتمع المدني بتحمل مسؤوليتها تجاه ما يحدث في صعده وصيانة دماء وأرواح اليمنيين كافة. وكان الشارع اليمني ظن أنه بعد انتهاء الحرب الأولى التي قادها رجل الدين الشيعي حسين بدر الدين الحوثي ضد القوات الحكومية ممثلة بمؤسستي الجيش والأمن اللتين فقدتا عددا كبيرا من صفوفهما في تلك الحرب التي استمرت زهاء ثلاثة أشهر بدأت في 19 حزيران (يونيو) وانتهت بمصرع قائدها في 10 أيلول (سبتمبر) من العام الماضي 2004م ، أن الفتنة انتهت إلى غير رجعة وأنها لن تقوم لها قائمة بعد أن عرضت السلطات الرسمية صورة للصريع الحوثي ، وخصوصاً بعد نجاح الرئيس علي عبد الله في استقطاب العديد من مشائخ القبائل المحيطة بالمنطقة التي حصلت فيها المعارك وهي جبال مران بمديرية حيدان – محافظة صعده "270 كلم شمال صنعاء" والذين التقى بهم أكثر من مرة أيام المعارك وبعدها ، ونجاحه في إقناع والد حسين الحوثي العلامة والمرجع الشيعي بدر الدين أمير الدين الحوثي وأبنائه وأحفاده إلى صنعاء وإعطائهم منزلاً للسكن وصرف لهم معاشاً قال الرئيس صالح نفسه انه 200 ألف ريال شهرياً مع وعد قطعه للحوثي الأب بإخراج الشباب المحبوسين في السجون المختلفة على ذمة الأحداث السابقة. وماهي إلا هدنة لم تستغرق أكثر من 5 أشهر تخللها عدداً من الممارسات بين الطرفين "الدولة والحوثي" حيث رفض الحوثي الأب السكن في المنزل الذي منحه له الرئيس بمبرر اشتباهه في حل المال الذي يُصرف عليه ، ثم أعلن أن الرئيس صالح تراجع عن الوعود التي اشترطها للمجيء إلى صنعاء وهي الإفراج عن جميع الشباب المحتجزين في سجون الداخلية والأمن السياسي "الاستخبارات" ومن ثم عاد إلى مسقط رأسه صعده لتبدأ الجولة الثانية من المعارك المحتدمة والشرسة بين القوات الحكومية والحوثيين بزعامة الاب لكنها كانت لمدة قصيرة الى ان اختفى الاب الحوثي في جبال النقعة وهناك جهات تحاول إشاعة وفاته لكنها غير مؤكدة.