قلت صحيفة "لوسوار" الفرنسية في مقال لها عن مصدر في حركة حماس الاثنين 23/1/2012، أن رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، ينوي الترشح لرئاسة السلطة الفلسطينية. وتكهن كاتب المقال سيرج ديمو "أن مشعل امتنع عن تجديد رئاسته للمكتب السياسي لحماس لولاية أخرى استعداداً لترشحه للانتخابات الرئاسية للسلطة الفلسطينية هذا العام". وأشار الكاتب إلى أن هذا الإعلان جاء لأسباب عدة منها فقدان حماس دعم النظام السوري كما أكد أن حدة التوترات داخل حماس بلغت أشدها خاصة بين رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية والقيادي الحمساوي محمود الزهار، وقائد الجناح العسكري لحماس محمود الجعبري. وأكد كاتب المقال "أن إسلاميي مصر يدعمون ترشيح زعيم حماس للانتخابات الرئاسية على غرار باقي دول الربيع العربي التي بدأت تشهد تحولا نحو حكومات يتزعمها الإسلاميون". وكانت حركة حماس أعلنت السبت، بأن مشعل أبلغ مجلس شورى الحركة في اجتماعه الأخير برغبته ألا يكون مرشحاً لرئاسة الحركة في الدورة التنظيمية القادمة. وقال المركز الفلسطيني للإعلام، التابع للحركة، إن مشعل أبلغ مجلس الشورى بقراره: "مع تأكيده على مواصلة دوره في خدمة شعبه وقضيته وحركته وقضايا الأمة." يشار إلى أن مشعل، وهو من مواليد 1956، كان قد انضم منذ مطلع العقد السابع في القرن الماضي للنشاط السياسي ضمن جماعة "الإخوان المسلمين" الذين انبثقت الحركة عنهم، ويعتبر من بين الشخصيات المؤسسة لحركة "حماس" وقد انضم لعضوية مكتبها السياسي منذ بدايات تكوينه عام 1987. وبرز اسم مشعل على نطاق واسع عام 1997، عندما تعرض لما يعتقد أنها محاولة اغتيال نفذتها أجهزة المخابرات الإسرائيلية عبر حقنة بمادة سامة غامضة في العاصمة الأردنية عمّان، وقد أدى الحادث لسلسة تطورات دبلوماسية بين الأردن وإسرائيل والولايات المتحدة. ووصل مشعل إلى رئاسة المكتب السياسي للحركة في عام 2004، بعد اغتيال إسرائيل لزعيمها، أحمد ياسين، والقيادي عبدالعزيز الرنتيسي. وكانت المعلومات حول نية مشعل عدم الترشح لمنصبه مجدداً قد برزت على السطح منذ أيام عبر مقالات لبعض الشخصيات الفلسطينية المقربة منه. وتتخذ الحركة من دمشق مقراً لها منذ سنوات، وقد حصلت على الدعم السياسي سورية خلال السنوات الماضية، وقد نأت منذ اندلاع الأحداث في سورية بنفسها عن الأزمة الداخلية في ذلك البلد. ولم يتضح الموعد المقبل لاجتماع قيادات حماس أو هوية الشخصيات التي قد تفكر الحركة في انتخابها لرئاسة المكتب السياسي، وقد تبرز أسماء مثل رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، أو نائب رئيس المكتب السياسي الحالي، موسى أبومرزوق.