اعتصم شبان مصريون الخميس26/1/2012، بميدان التحرير وتعهدوا بالبقاء إلى أن يسلم الجيش السلطة لمدنيين وذلك في اليوم التالي لمظاهرات حاشدة خرجت إحياء لذكرى مرور عام على الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك. واحتشد عشرات الألوف من المصريين يوم الأربعاء في ميدان التحرير بوسط القاهرة ومدن أخرى لاحياء الذكرى السنوية الاولى لبدء ثورة 25 يناير. وعلى الرغم من الأجواء الطيبة عكست المظاهرات الانقسامات في مصر اكبر دولة عربية من حيث عدد السكان. وانقسم المحتشدون في التحرير بين شبان يطالبون الجيش بتسليم السلطة للمدنيين على الفور وإسلاميين يحتفلون بالانتقال السياسي الذي عاد عليهم بمكاسب هائلة بمجلس الشعب بعد سنوات من القمع. وأثارت الاعتصامات فيما سبق أعمال عنف خلال محاولات الجيش والشرطة فضها لكن المشهد كان هادئا اليوم، واحتل عشرات الشبان الميدان الذي نصبت فيه عشرات الخيام. وقال سامر قابيل (23 عاما) وهو طالب، وفقاً لوكالة "رويترز": "الجيش يمارس نفس الانتهاكات التي مارسها مبارك. لا أشعر باي تغيير. المجلس العسكري يقود ثورة مضادة. سنحتج الى أن يرحل المجلس العسكري." وتسلم المجلس العسكري السلطة حين تنحى مبارك تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية. ويرأس المجلس وزير دفاع مبارك لعشرين عاما المشير محمد حسين طنطاوي. وأعلن الجيش أنه سيسلم السلطة للمدنيين بعد اجراء انتخابات الرئاسة في يونيو حزيران. لكن الكثير من النشطاء قالوا انهم يخشون من أن تكون لدى المجلس العسكري رغبة في الاحتفاظ بالسلطة من وراء الكواليس. وعلى الرغم من أن القوات المسلحة استقبلت بالترحاب حين نزلت الى الشوارع خلال الانتفاضة فانها منذ ذلك الحين أثارت غضب كثيرين بسبب الاساليب العنيفة التي تنتهجها ضد الاحتجاجات التي تطالبها بالعودة الى ثكناتها. وقال علاء عبد الفتاح المدون الذي احتجزه الجيش بعد اشتباكات امام مبنى الاذاعة والتلفزيون (ماسبيرو) خلفت 25 قتيلا في أكتوبر تشرين الاول "سيكون هناك اعتصام حتى يرحلوا." وفي الاسكندرية نصب نحو 100 محتج خياما في وقت متأخر يوم الاربعاء قرب مقر الشرطة وطالبوا الجيش بتسليم السلطة فورا. ويحاكم مبارك (83 عاما) كما بدأ مجلس الشعب الجديد دورته هذا الاسبوع ويهيمن عليه الاسلاميون. لكن الكثير من الشبان الذين شاركوا في الثورة العام الماضي يشعرون بالقلق من حكم الجيش ويخشون من أن يجهض الاسلاميون أملهم في التخلص الكامل من النظام القديم. ويخشى نشطاء من أن يقدم الاسلاميون تنازلات للجيش خلال محاولتهم تأمين مكاسبهم السياسية الجديدة، وتنفي جماعة الاخوان المسلمين صاحبة الكتلة الاكبر في البرلمان بعد أول انتخابات حرة منذ عقود وغيرها من الجماعات الاسلامية ابرام أي صفقات مع الجيش. وكانت جماعة الاخوان قد حذرت من الاعتصام لكنها ذكرت أن بعض أعضائها بقوا في الميدان للمساعدة في الحفاظ على سلميته، ولم تتواجد قوات الجيش او الشرطة في الميدان خلال مظاهرات امس في محاولة فيما يبدو لتفادي الاحتكاك.