وصلت إلى ميناء طرطوس السوري السبت 18/2/2012، بارجتان إيرانيتان ل "إظهار قوة" الجمهورية الإسلامية في وقت بلغ التوتر مع "إسرائيل" ذروته على خلفية الأزمة النووية الإيرانية والاعتداءين الأخيرين على سفارتي "إسرائيل" في الهند وتايلاند، بينما أعلنت "إسرائيل" أنها تتابع "من كثب" هذه العملية، وهي الثانية من نوعها منذ الثورة الإسلامية العام 1979 بعد عملية أولى في شباط/فبراير 2011. ونسبت وكالة "مهر" الإيرانية إلى مصادر ملاحية لم تسمها قولها أن سفينتين حربيتين إيرانيتين وصلتا إلى ميناء طرطوس السوري، ونقلت "مهر" عن مصادر بهيئة قناة السويس المصرية إن سفينة الإمداد "خارك"، والمدمرة "الشهيد قندي" التابعتين للقوة البحرية بالجيش الإيراني عبرتا مساء أول أمس الخميس القناة ضمن قافلة الشمال إلى البحر المتوسط وسط إجراءات تأمينية مشددة من بينها إيقاف الصيد وتعطيل حركة المعديات وكوبري السلام في طريقهما لسورية وذلك بعد الحصول على موافقة السلطات المصرية. وأعلن قائد البحرية الايرانية الاميرال حبيب الله سياري في تصريحات سابقة نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية أن سفنا حربية إيرانية دخلت السبت البحر المتوسط بعد عبورها قناة السويس. ولم يذكر سياري تفاصيل عن عدد وطبيعة السفن المشاركة في هذه العملية، مكتفيا بالقول أنها تهدف إلى "إظهار قوة جمهورية إيران الإسلامية". والسفن التي عبرت قناة السويس السبت قد تكون المدمرة شهيد قندي وسفينة التموين خارك اللتين اعلنت الصحف الايرانية مطلع شباط/فبراير أنهما ستتوقفان لأيام في مرفأ جدة السعودي. وخلال المهمة الأولى للبحرية الإيرانية في المتوسط في شباط/فبراير 2011، توجهت بارجتان هما خارك والفرقاطة الوند إلى سورية، وتحديدا إلى ميناء اللاذقية قبل أن تعودا إلى البحر الأحمر ثم إلى إيران. وأثار هذا التحرك الإيراني الأول منذ 1979 عبر قناة السويس ردا حادا من جانب إسرائيل التي اعتبرت انه "استفزازي" ووضعت بحريتها في حال استنفار. من جانبها، وجهت الولاياتالمتحدة تحذيرا إلى السفن الإيرانية، داعية إياها إلى "التزام القوانين الدولية وعدم القيام باي عمل من شانه تعريض الأمن" للخطر. متابعة عن كثب وصرحت مسؤولة في وزارة الخارجية الاسرائيلية السبت لوكالة "فرانس برس": "سنتابع عن كثب تنقل السفينتين للتحقق من أنهما لن تقتربا من سواحل (الإسرائيلية) فلسطينالمحتلة"، رافضة إعطاء مزيد من التفاصيل. وتاتي المهمة الإيرانية في المتوسط في وقت تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران على خلفية برنامج طهران النووي والاعتداءين الأخيرين على سفارتي "إسرائيل" في الهند وتايلاند واللذين نسبتهما تل أبيب إلى إيران. وتتهم الدول الغربية و"إسرائيل" إيران بالسعي إلى حيازة سلاح نووي تحت ستار برنامج مدني، الأمر الذي تنفيه طهران. وتكررت في الأسابيع الأخيرة تصريحات لمسؤولين إسرائيليين تحدثوا عن احتمال توجيه ضربة للمنشات النووية الإيرانية، وردت طهران بالتهديد بضرب "إسرائيل" وكذلك القوات الأميركية في المنطقة وبإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي بالنسبة الى حركة نقل النفط. ولدواع سياسية وعسكرية، عمدت إيران منذ عامين إلى توسيع انتشار بحريتها في عرض البحر بعدما كانت تكتفي بالدفاع عن السواحل الايرانية شرق مضيق هرمز. وفي هذا الإطار، كثفت البحرية الإيرانية عملياتها في بحر عمان وخليج عدن، وخصوصا لحماية السفن الايرانية من القراصنة الصوماليين الناشطين في تلك المنطقة. وتنشر طهران في شكل دائم بارجتين على الأقل واكبتا حتى الآن أكثر من 1300 سفينة تجارية وخاضتا اكثر من مئة مواجهة مع القراصنة. وفي الصيف الفائت، نشرت إيران للمرة الأولى إحدى غواصاتها "كيلو" وأعلن الأميرال سياري نيته إرسال بوارج إلى الأطلسي في موعد وضمن مهمة لم يحددهما.